السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة تخص بنتي، عمرها سنتان وخمسة شهور، وأصبحت كثيرة الصراخ والبكاء، وكل ما تراه تريده، فمثلا: لعبة في يد أحد الأطفال تصرخ وتبكي؛ لكي تأخذها منه، مع أن عندها ألعابا كثيرة، ولكنها لا تقتنع، وأيضا كثيرة العناد بشكل غير طبيعي، وأيضا أصبحت تتعامل بعدوانية مع الأطفال، أحيانا أتعامل معها بعصبية وأحيانا بالتجاهل، ولا أعلم ما سبب ذلك؟ لأنها بدأت تحرجني مع من نزوره.
للعلم أنا كنت أقسو عليها عندما كانت بعمر الشهور، كنت أضربها، وللأسف ما زلت أضربها الآن أحيانا. أريد أن أعلم كيف أتعامل معها؟ أريد أن أحسن من سلوكها، وأيضا كيف أسيطر على نفسي؛ لكي أتحاشى الغضب عليها؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ طفلتك ويرعاها.
أولا: نحمد لك رغبتك ونيتك لتربية طفلتك التربية السوية، وكما تعلمين أن الأم مدرسة -كما قال الشاعر- إذا أعدتها أعدت شعبا طيب الأعراق. ونحسبك -إن شاء الله- من الأمهات المربيات الموفقات لفعل الخيرات.
ثانيا: نقول لك: إن حالة الطفل والظروف المحيطة به تؤثران كثيرا على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، ولابد من وضع ذلك في الاعتبار.
والطفل في مثل هذه الفئة العمرية لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلد ما يشاهده من سلوك الوالدين أو الأطفال الذين في سنه، كما أنه في هذه السن يحب تملك الأشياء، وهذا سلوك طبيعي يمكن أن يسلكه كثير من الأطفال.
الأفضل -أختي الكريمة- أن لا تستخدمي أسلوب العقاب في هذه السن بهذه الطريقة التي ذكرتها؛ لأنها قد تؤدي إلى شرخ العلاقة بينك وبين طفلتك، وهي في حاجة للعطف والحنان منك، فيمكن أن تعلميها بالتوجيه البسيط، أو بالقدوة، فتسلكي سلوكا مرغوبا فيه أمامها، وتشجعيها عليه وتحفزيها على ذلك معنويا أو ماديا عدة مرات حتى يثبت السلوك المرغوب فيه، ونطفئ السلوك غير المرغوب. وحتى إذا رغبت في تملك أشياء الغير، حاولي لفت انتباهها بموضوعات أخرى، أو ذكريها بممتلكاتها، ولا تستخدمي معها العنف، فقد تنسى الأمر في لحظته.
وأخيرا نقول لك: إن التربية تتطلب الصبر، والنظرة الشمولية للعلاقات بين الأطفال وذويهم، أما الصراخ والبكاء بصورة دائمة ربما تعبر به الطفلة عن عدم إشباع لحاجاتها، أو عدم شعورها بالأمن والأمان، أو شعورها بآلام في جسمها لا تستطيع التعبير عنها، فحاولي بقدر الإمكان إحاطتها بجو مليء بالعطف والحنان، خال من التوترات والتهديدات والوعد والوعيد، واستمعي لها، وجاوبي على أسئلتها واستفساراتها، وأعطيها وقتا خاصا بها يكون فيه تواصل حقيقي بينك وبينها، وحصنيها بالآيات والأذكار في كل صباح ومساء، واسألي الله تعالى أن يحفظها ويهديها.
نسأل الله تعالى أن يجعلها بارة بوالديها.