السؤال
السلام عليكم
أشكركم لجهودكم في احتوائنا وتوجيهنا.
أنا فتاة بعمر 25 سنة، منذ 6 شهور تمت خطبتي على شاب ذي أخلاق عالية، كريم، متعلم، ومثقف، ولكن المشكلة ببساطة أنني لا أحبه، ولا أتقبله، ولا أتخيل أن أكون زوجة له أبدا، لدرجة أنني أشعر بالضيق عندما أتخيل ذلك وأبدأ بالبكاء، فهو أكبر مني بعشر سنوات، وأشعر أنني المسيطرة على علاقتنا رغم فارق السن، وأسأل نفسي مرارا هل ستقضين الباقي من عمرك إلى جانب هذا الشخص؟
أشعر باكتئاب شديد، لا أتحدث مع أهلي إلا للضرورة، فأنا في غرفتي أغلب الوقت، وكلما رأيت صديقاتي سعيدات مع أزواجهن أشفق على نفسي كثيرا.
لقد تأخرت في دراساتي العليا، حتى أنني رسبت في آخر مادة من شدة قلقي من فكرة الزواج به، وبناء عليه سوف يتم تأجيل مناقشة رسالتي إلى السنة القادمة، ولقد استخرت سبع مرات، ركعتين لكل مرة، ودعاء الاستخارة بعد كل ركعتين، لا أدري ماذا أفعل؟ أنا دائمة الاستغفار والدعاء في السجود، فهل من توجيه أو مساعدة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق الآمال، وأن يطيل في طاعته الآجال.
أعجبني ثناؤك على الشاب الذي تقدم لخطبتك، ويدفعني ذلك لسؤلك عن أسباب عدم السعادة به، وما سبب النفور؟ وهل حدث قبول ثم أعقبه نفور؟ وهل للرفض أسباب ظاهرة؟ لأن النفور يمكن أن يزول بزوال أسبابه.
أما إذا لم يكن للنفور أسباب ظاهرة؛ فالعلاج في الرقية الشرعية، وقد نحتاج إلى جانب نفسي لتصحيح الأفكار السلبية التي قد تنشأ من أسرة فيها الخصام والاضطراب، أو نتيجة لتجارب سالبة، أو انطباعات سالبة لدى الصديقات.
نرجو أن تتواصلي مع موقعك، وتوضحي حقائق الأمور، ومن حقك أن تطلبي حجب الاستشارة، ونطمئنك بأن موقعك يهتم بالخصوصية، ويحافظ على مبدأ السرية، ولا عجب، فهذا مطلب شرعي، والشرع على رؤوسنا، والمستشار مؤتمن، وأنتم بمنزلة بناتنا وأخواتنا، وسعادتكم ورضاكم مما يهمنا.
أرجو أن لا تحاصري نفسك، وكل من في الموقع على استعداد من أجل إسعادك، وفي موقعك مستشارون ومستشارات، ومتخصصون ومتخصصات، فاعرضي كل ما عندك، واسألي الله توفيقه والسداد.
لا يخفى على أمثالك أن عدونا الشيطان لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الحلال والزواج، وقد جاء في وصية ابن مسعود لشاب يخشى أن يبغض زوجته التي لم يدخل عليها بعد، بل كانت الوصية بعد وليمة العرس، ومن العقل والوعي أن يطلب الشاب وتطلب الفتاة الوصية، ومن هنا فنحن نشكر لك التواصل، ونبشرك بأنه لن تندم من تستخير وتستشير، فماذا قال ابن مسعود للشاب؟ قال له: "إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم" فاصطحبي هذا المعنى، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم، وعاملي عدونا بنقيض قصده.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك التوفيق والاستقرار.