أحس بأنني مسجون بسبب الدراسة والسنوات الطويلة، ما توجيهكم؟

0 260

السؤال

أنا في مرحلة الثانوية، وبقيت لي سنة أخيرة وأريد إكمال الجامعة؛ لدراسة البكالوريوس، ويستغرق ذلك مع سنة الثانوية ست سنوات، وأنا لا أحس بالحرية أبدا، أحس بأنني مسجون بسبب الدراسة، ولا أرتاح إلا عندما أقضي الجامعة، وذلك يستغرق سنوات، وأنا في كل يوم تفكيري أسوأ من الذي قبله بسبب الدراسة الطويلة، وتبقى لي سنوات أيضا طويلة، ولا أرغب بالحياة بسبب ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: أولا نقول لك: الحمد لله على وصولك هذه المرحلة التي يتمناها كثير ممن هم دون سنك، والحمد لله على هذا الطموح، وأنك وضعت أهدافك واضحة، فهذا يفتقده أيضا الكثير من الفتيان في سنك، فليس لهم طموح ولا أهداف.

انظر -ابننا العزيز- إلى ما قضيته من سنين دراسية، فهو أكثر من ما تبقى، فكيف مرت هذه السنين دون أن تشعر بها، وأصبحت الآن ذكريات. فستمر -إن شاء الله- ما تبقى من سنين دراسية كما مرت لكثير من الطلاب الذين تخرجوا في الجامعة، وانخرطوا في مجال العمل.

ينبغي أن تكون نظرتك ممرحلة؛ حتى لا تشعر بطول المدة، وتظل تفكر فيها وتصاب بالملل واليأس، الآن مثلا قل: علي أن أكمل مرحلة ما قبل الجامعة بنجاح وتفوق. ولا تفكر في الجامعة؛ لأنها عالم مختلف عن حياة الثانوية في مجتمعها الطلابي، وهيئة التدريس، ونشاطاتها الأكاديمية والثقافية، وطرق تقييمها للطالب، وغير ذلك. كما أنك تفكر الآن في الجامعة بعقل الثانوية، وهذا تفكير غير ناضج، بل ينبغي أن نفكر في حيثيات المستقبل بعقل المستقبل.

وانظر -ابننا العزيز- إلى الدراسة بنظرة إيجابية، واجعلها ممتعة غرضها هو تعلم العلم وزيادة المعرفة، وليس كواجبات تؤدى أو امتحانات تسبب الخوف والقلق.

واعلم أن عملية التعلم تحتاج إلى صبر ومجاهدة ومثابرة، فانظر إلى سير العلماء والمفكرين والمبدعين، ما وصلوا إلى مراتبهم إلا بقوة العزيمة والإرادة.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات