هل تؤثر ممارسة العادة السرية على عملية الإنجاب عند المرأة؟

0 620

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة منذ عشرة أشهر، وزوجي سافر بعد شهر من زواجنا، ونفسيتي تدمرت، أحاول أن أتقرب إلى الله دائما، لكنني أشعر أنه لن يرضى عني، وذلك لأنني أمارس العادة السرية، ولقد حلفت كثيرا أن لا أكرر هذا الفعل، لكنني أعود له.

دائما أشعر أن الله سيحرمني من الأمومة عقوبة على فعلتي الشنيعة، وأنا أرغب في طفل بشدة، أرجوكم علموني كيف أتخلص من هذه العادة؟ لأنني أصلي توبة ثم أعود للممارستها، خاصة قبل موعد الدورة الشهرية، أرجوكم ساعدوني، هل تؤثر هذه العادة على الإنجاب؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حزينة دائما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا ابنتي- إن هذه الممارسة القبيحة لا تجلب للفتاة إلا الهم والغم والكرب، وتولد عندها الكثير من المشاعر السلبية, خاصة عند المتزوجة, لأنها تشعر في قرارة نفسها بأن في هذ الممارسة المحرمة والضارة أيضا خيانة للزوج, فيتولد عندها تأنيب الضمير ويقل تقديرها لذاتها.

ولأساعدك في التخلص منها أقول لك: تعرفي على الظرف الذي يثير فيك الرغبة في ممارسة هذه العادة، فلو دققت في روتين يومك, سواء من ناحية الزمان أو المكان أو الأحداث, فقد تجدين شيئا أو رابطا ما يستحضر فكرة الممارسة في ذهنك، ثم اعملي على تغيير هذا الرابط أو الظرف قدر المستطاع، مثلا: إن كنت تلاحظين بأنك تمارسينها قبل النوم وأنت في السرير, فأنصحك بأن لا تخلدي للنوم إلا وأنت بحالة نعاس شديد, بحيث لا يكون أمامك متسع من الوقت للتفكير والتخيل، وحاولي أن ترتدي بنطالا له حزام يصعب فكه, ويمكن أيضا أن تضعي شريطا لاصقا على يدك أو أن تلبسي قفازا، والهدف من كل ذلك هو أن تجعلي من الممارسة أمرا صعبا نوعا ما, وأن يكون لديك متسع من الوقت لمراجعة نفسك.

وإن كنت تمارسينها وقت الاستحمام, فغيري وقت الاستحمام, واجعليه قبل مناسبة تحبينها, مثلا قبل زيارة هامة، أو قبل ذهابك للعمل, فهنا سيكون ذهنك مشغولا بالتحضير للخروج بسرعة، وإن كنت تمارسينها في أوقات وظروف مختلفة خلال النهار, فأنصحك بأن تغيري مكانك بسرعة فور مراودة فكرة الممارسة لذهنك، فإن كنت في غرفتك, فغادريها بسرعة إلى غرفة الجلوس, وشاركي العائلة جلستها، أو قومي بتحضير وجبة طعام أو كوب شاي، أو قومي بمهاتفة صديقة، أو أي عمل آخر ترينه مناسبا في تلك اللحظة، والمهم هو أن تقومي بتشتيت فكرة الممارسة في ذهنك، واستبدالها بفكرة أخرى، واستمري بهذه الطريقة إلى أن يحالفك النجاح، وتأكدي بأن النجاح في مرة سيقودك إلى نجاحات أخرى، وستشعرين حينها بأن ثقتك في نفسك وتقديرك لها قد ازداد، ويمكنك اللجوء إلى فكرة المكافأة في التعزيز السلوك الإيجابي، فمثلا: خصصي ورقة، وضعيها في مكان ترينه باستمرار، وقومي بوضع إشارة صح عليها في كل مرة تنجحين بمنع نفسك من ممارسة العادة السرية، وعندما تزداد إشارات الصح في الورقة، ستبدأ بتشكيل خط, وسيصبح هذا الخط من إشارات الصح وكأنه رمز لإنجازاتك، وستتشكل بينك وبينه رابطة قوية، تجعلك ترفضين تشويهه، وترغبين في إطالته، وبالتالي تنجحين كليا في التخلص من هذه الممارسة وإلى الأبد -بإذن الله تعالى-.

وأحب أن أطمئنك وأقول لك: بأن الممارسة الخارجية للعادة السرية لا تسبب العقم, وما يسبب العقم هو الممارسة مع إدخال أدوات إلى جوف المهبل، مما قد يؤدي إلى حدوث الالتهابات في الرحم والأنابيب.

بقي أن أقول لك -يا ابنتي-: بأنه إن لم يكن هنالك ظرف هام يستدعي بقاءك بعيدة عن زوجك, فإنني أرى بأن تلحقي به بأسرع وقت ممكن، فالفراغ العاطفي والنفسي، هو من أهم الأسباب التي تدفع بالإنسان بشكل عام, وبالمرأة بشكل خاص، لارتكاب ممارسات خاطئة.

نسأله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات