السؤال
السلام عليكم.
أنا بعمر ٢٨سنة، أعاني من الخوف عندما أقود السيارة، وأشعر بأنني أصدم أحدا، وعندما أرجع لا أرى شيئا، وهذا يتكرر معي دائما رغم أنني أقود السيارة بسرعة قليلة، وهذا المشكل أثر علي في حياتي.
علما أني ليس لدي عمل لأنني أخاف أن أعمل وأخسر كل شيء، لقد كرهت حياتي، فساعدوني بأي شيء.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تعاني منه – أخي الكريم – هي أفكار وسواسية تتردد في تفكيرك، ولا تستطيع التحكم فيها مما يسبب لك الخوف والقلق.
للتخلص من هذا الخوف فإنك ترجع للتأكد، من أنك لم تصدم أحدا، وبالتأكد من هذا تحس بالراحة لفترة وجيزة، ثم لا تلبث أن تعود الأفكار من جديد، وهكذا دواليك، وفي حياتي العملية فإنني قد عالجت شخصا كان يعاني من مثل حالتك، فكان يقطع الأميال للتأكد من أنه لم يصدم أحدا، ويرجع من الطريق الذي أتى منه، وأحيانا يسأل الناس هل حدث حادث صدام هنا؟ ولما يتأكد تماما يرجع إلى أهله.
عليه فإن أول شيء يجب أن تفعله هو عدم الاستجابة لهذه الأفكار، بأن لا ترجع للتأكد، وعدم الاستجابة هذا مهم، لأن الراحة التي تنتج من الاستجابة ينتج عنها معاودة الأفكار مرة بعد مرة، فلإيقاف هذه الأفكار يجب عليك عدم الاستجابة.
قد تشعر بالقلق في البداية، وقد يزداد القلق، ولكن يمكن التغلب على القلق بالاسترخاء وبتناول بعض الحبوب المهدئة، فمثلا حبوب الـ (ديناكسيت Denaxit) فيمكن أن تتناولها بمقدار حبتين إلى ثلاث حبات في اليوم، فهي تزيل القلق الذي تحس به.
أيضا هناك علاجات أخرى تستعمل في علاج الأفكار الوسواسية نفسها، مثل علاج (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac) عشرون مليجراما يوميا، ويبدأ مفعوله عادة بعد أسبوعين من الاستعمال، وتأتي نتائجه في خلال شهر ونصف إلى شهرين، ويمكن الاستمرار فيه لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، وتساعد هذه الأدوية بجانب العلاج السلوكي في التخلص من هذه المخاوف الوسواسية، والاستعاذة بالله والصلاة والذكر أيضا من الأشياء التي تطرد هذه الوساوس.
وفقك الله.