اضطراب التفكير وقلة الاهتمام بالمذاكرة، هل يدل على الفصام؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 22 سنة، أصابتني مشكلة وتعبت نفسيتي جدا؛ لأنني كنت دائما على أعصابي، وبعد أن حلت المشكلة بقيت مضطربة، وتفكيري مضطرب، ودائما قلقة ومتوترة وخائفة، وأحس أني غير مستقرة.

وبعد هذا حصلت لي مشكلة أخرى، وهي أن صاحبتي التي كانت دائما معي ومهتمة بي، صاحبت صديقة ثانية، وقل اهتمامها بي، فغضبت جدا وتأثرت كثيرا، ودائما نفسيتي متعبة ومنفعلة في مشاعري، وعندما أتخيلهما مع بعضهما، وأنها أصبحت سعيدة مع أخرى وغير مهتمة بي، وأصبحت ناجحة؛ أتأثر وأغار وأنفعل!

أنا أعلم أن ما أفعله خطأ، لكن هذا رغما عني، أشعر أني غير مستقرة، وتفكيري مضطرب، وأحس أن عقلي اختلف، فقد كنت هادئة وعاقلة ولا أغار، والآن لا أستطيع أن أتمالك نفسي من الانفعال، وهذا يتعبني جدا، ويأتيني إحساس أن صديقاتي أفضل مني وأن لهن علاقات وأنا لا! فأحزن جدا على نفسي، مع أني لست أقل منهن، وعندما أرى صاحبتي الأولى أتضايق وأحس أني أحسدها.

أشعر أني تغيرت، وأنا حزينة على نفسي، والأشياء التي كانت تفرحني لم تعد كذلك، أشعر بضيق ولا أنام جيدا، ولا أعرف كيف أتخلص من هذه الأشياء أو أرجع لتفكيري السليم والعقلي؟

تركيزي في مذاكرتي قل، واهتمامي بمذاكرتي قل، كنت في الأول أهتم بمذاكرتي وكان عقلي أكبر، فهل أنا أعاني من انفصام أم ماذا؟

أنا أشك في نفسي أن هذه بدايات أعراض فصام؛ لأنني أدرس الصيدلة ودرسته، ولست واهمة، ودائما أفكر تفكيرا سلبيا هكذا، ولا أستطيع طرد هذا التفكير من رأسي.

أنا خائفة جدا، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا نقول لك: ليس هناك علاقة بين ما ذكرته والفصام (Schizophrenia)، لأن الفصام من الأمراض الذهانية (Psychotic Disorders)، والتي من أعراضها الهلاوس (Hallucinations) والضلالات (Delusions)، وربما يكون المريض غير مستبصر بحالته (Lack of Insight)، وقد لا يدرك أنه مريض، واضطراب المزاج (Mood Disorder) وحساسيتك الزائدة؛ ربما يكونان هما السبب في تذبذب علاقتك مع الآخرين.

وقد يكون التوتر (Stress) والضيق (Distress) نتيجة لعوامل كثيرة تسببت في عدم الاستقرار النفسي، وبالتالي يظهر الإنسان وكأنه يتخبط في الحياة؛ نتيجة عدم الاتزان الفكري والعاطفي (Emotional and Cognitive Imbalance)، ونتمنى أن تكون هذه فترة عابرة ثم تعودين بعدها لحياتك الطبيعية.

وفيما يلي بعض الإرشادات التي ربما تفيدك في التخلص من المشكلة الحالية:

تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي:
- الرغبة في بلوغ الكمال (Perfectionism).
– سرعة التسليم بالهزيمة (Giving up easily).
– التأثر السلبي بنجاح الآخرين (Negative impact by others' success).
– التلهف إلى الحب والعطف (Craving for love and affection).
– الحساسية الفائقة (Hypersensitivity).
– افتقاد روح الفكاهة (Lack of sense of humor).

حاولي التحلي بالصفات التي ضدها، مثل القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمني النجاح للآخرين، وليكن نجاحهم دافعا وحافزا بالنسبة لك.

واسعي ليكون حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هدفا لك، وليكن مقياسك للأمور مستمدا من الكتاب والسنة لا من الهوى والأحكام الذاتية، ولا تقللي من شأنك ومن قيمتك، فأنت بالله أقوى، وأنت بالله أعز وأرفع. وإذا ذهبت هذه الصديقة فالله تعالى قادر أن يعوضك خيرا منها.

اخرجي من الدائرة التي أنت فيها الآن بكسر الروتين، وتغيير نمط الحياة بتجديد الخطط والأهداف، والترويح عن النفس (Recreation)، وتغيير المكان الجغرافي الذي تعيشين فيه الآن، ولو لفترة مؤقتة.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات