السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في الثانوية، متفوقة جدا -ولله الحمد-، كنت دائما أطمح لدراسة الطب، ولا زلت، فأنا لدي موسوعات كثيرة عن الطب والعلاجات وتشخيص الأمراض، وأحب ذلك كثيرا، وعند الذهاب للمستشفيات دائما أنظر إلى الأدوات التي يستخدمها الطبيب، وأتمنى لو كنت مكانه، وأحيانا أسأل الأطباء عن دراستهم وغيرها، شغوفة جدا بهذا التخصص منذ صغري، أهلي يشجعونني على ذلك، لكنني سمعت أن الطب سوف يأخذ من وقتي، ولن أكون قادرة على بناء أسرة، وسأفشل في الحياة الزوجية، وغيره من الكلام المحبط، بكيت وقلقت كثيرا، مجتمعي لا يتقبل الطبيبات، والشباب يرفضون الزواج من الطبيبات، ونظرتهم سيئة لهن.
عموما حاولت أن أغير رأيي، بحثت عن تخصصات أخرى، فوجدت هندسة التصميم الداخلي، أو هندسة الحاسوب، وأيضا قيل أن ليس له مستقبل وظيفي، ويوجد به اختلاط أيضا، ماذا أفعل؟ فكل تخصص أرغبه يوجد فيه ما يمنعني عن دراسته، لا أستطيع تقبل تخصصات الاقتصاد أو تخصصات الآداب، فما نصيحتكم؟ مع العلم أنني فتاة محافظة جدا، وملتزمة بالحجاب، والاختلاط ليس هو المشكلة، بل نظرة المجتمع.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الطبيبة الموهوبة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونؤكد لك أن مهنة الطب من أحسن المهن، ونحن بحاجة إلى طبيبات صالحات لحل الإشكال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
الطب من المهام المناسبة للأنثى؛ لأنها عطوفة بطبعها، والمجتمعات المسلمة بحاجة ماسة لطبيبات تعالج النساء، حتى لا يقعن في الحرج ويضطرن لأطباء رجال، فلا تغيري فكرتك، وازدادي حرصا على سترك وطاعتك لربك.
وأؤكد لك أن النظرة إلى الطبيبة بدأت تتغير، ونحن نتكلم من واقع الاستشارات، وهناك ما لا يحصى من الزيجات الناجحة جدا بين طبيب وطبيبة، أو بين طبيبات ورجال في وظائف مختلفة، والمتميزة سوف تظل كذلك، والفاشلة ستظل فاشلة حتى لو كانت مهمتها فقط ربة منزل، فتوكلي على الله، واستمري في تطوير ميولك الطبية وطموحاتك وهواياتك.
والمسلمة تتعلم ما تصحح به عقيدتها وعبادتها وتعاملاتها، ثم تنطلق في طلب لون من العلوم تستريح إليه، والإنسان يبدع وينجح عندما يكتشف موهبته، ويمضي مع ما يحب؛ لأن ذلك الجانب هو ما ميزه الله به.
ونحن نعرف مجموعة من الطبيبات الناجحات في بيوتهن وأعمالهن، بل منهن داعيات ينشرن الخير، وأنت -بحول الله وقوته- مشروع طبيبة متميزة، ننتظر منك الخير لأمتك ولبنات جنسك، ونوصيك بتقوى الله، وعندها سيكون النفع منك وبك عظيما، واعلمي أن المستقبل بيد الله، وأن الزواج قسمة ونصيب، ونعم الله موزعة، والسعيدة هي التي ترضى بما يقدره القدير.
نسأل الله أن يوفقك، ولك منا الدعاء، ونتشرف بتواصلك مع موقعك، ومعنا مستشارات طبيبات تعدى نفعهن الآفاق، وكل يتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح.