السؤال
أنا شاب مصاب بالفصام الذهاني، وأحفظ القرآن كله، ويريدونني في المسجد أن أصلي بهم إماما، ولكنني أتردد، فهل يجوز لي مع العلم بإعاقتي؟
أنا شاب مصاب بالفصام الذهاني، وأحفظ القرآن كله، ويريدونني في المسجد أن أصلي بهم إماما، ولكنني أتردد، فهل يجوز لي مع العلم بإعاقتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك هذا سؤال جميل، وسؤال ضروري، وسؤال مهم من وجهة نظري، وسوف يقوم الشيخ أحمد الفودعي –حفظه الله– بالإجابة عليك، وأنا أقول لك: إن مرض الفصام الذهاني متعدد الأنواع، وفيه أنواع شديدة تجعل الإنسان غير مرتبط بالواقع، وتجعل حكمه على الأمور غير صحيح، ولا أقول كل الأمور، إنما بعضها.
والإنسان لا يفقد كل ملكاته مهما بلغت درجة مرضه، لكن ما يعرف بازدواجية التوجه موجود لدى بعض مرضى الفصام، بمعنى أن المريض يكون لديه ملكات عقلية سليمة جدا، ويكون لديه في ذات الوقت اضطراب يخل بارتباطه بالواقع وحكمه على الأمور.
أيها الفاضل الكريم: أسأل الله تعالى أن يزيدك علما ونورا، وحفظك للقرآن الكريم لا شك أنه أمر مهم وإنجاز عظيم، فأرجو أن تحافظ على ذلك.
أنا سوف أوضح للأخ الشيخ أحمد الفودعي بعض الأمور المتعلقة بهذا المرض، وقد ذكرت بعضها، ومن ثم يستطيع الشيخ أن يفيدك حول سؤالك، وهو: هل يجوز لك أن تصلي بالناس أم لا؟
لا شك أن الصلاة تتطلب كمال العقل، ومرض الفصام في بعض الأحيان قد يخل بالملكات العقلية لدى الإنسان، ومرض الفصام قد يكون مرضا مطبقا أو مرضا متقطعا، بمعنى أنه يذهب ويزول، ثم يأتي بعد ذلك، أي تكون هنالك دورات مرضية ودورات أخرى من المعافاة.
بالنسبة للفصام المطبق: من وجهة نظري الأمر واضح، أي أن الخلل العقلي سيكون موجودا حتى وإن كان بدرجة بسيطة أو متفاوتة. أما بالنسبة للفصام المتقطع فالعقل في بعض الأحيان يكون كاملا، والإنسان مرتبط بالواقع، وحكمه على الأمور صحيح، وكامل البصيرة، وفي أحيان أخرى قد يفتقد شيئا من هذه الملكات.
أخي الكريم: أنا شخصيا أشجع المرضى على الصلاة، خاصة مرضى الاضطرابات العقلية، وقد يحاول بعضهم أن يصلي بالناس في بعض الأحيان، وهذا في داخل القسم لدينا في القسم الطبي النفسي، ومنهجي هو أن أرشدهم بكل ذوق أنه من الأفضل أن يكون مأموما لا أن يصلي بالناس؛ لأن الصلاة مسؤولية عظيمة.
والبعض –يا أخي– اعتبر الفصام من أمراض الجنون، وهذه قد تكون لفظة شرعية وقانونية أكثر مما هي طبية نفسية.
عموما مقابلتك لطبيبك أيضا سوف تكون مفيدة جدا، ناقشه، واطرح له هذا الموضوع، ورأيي قد أوضحته لك، وأرجو أن يكون مفيدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي المستشار الأسري والتربوي:
+++++++++++++++++++++++++
شفاك الله -أيها الولد الحبيب- وعجل لك بالعافية، وأما مسألة الإمامة لمن هو مصاب بهذا المرض، فإن كان هذا المرض لا يمنعه من القراءة، ويستطيع معه أداء الصلاة بأركانها وشروطها من حيث القيام، والامتناع عن الكلام بغير ما ورد في الصلاة، ونحو ذلك من شروط الصلاة وأركانها؛ فإنه يصلح أن يكون إماما للناس، أما إذا كان هذا المرض يمنعه من القراءة، فلا يستطيع أن يقرأ الفاتحة بشكل صحيح، أو قد يؤدي به الى الإخلال بالصلاة من حيث التكلم فيها بغير أذكارها، ونحو ذلك؛ فهذا لا يصلح إماما للصلاة، وعليه أن يعتذر، ويصر على الاعتذار، ويبين لهم بأنه لا يقدر على الإمامة، وليس بالضرورة أن يبين لهم ما يعانيه على وجه التحديد.
نسأل الله لك العافية.