السؤال
السلام عليكم.
تزوجت فتاة منذ عامين، ورزقت منها بطفلة، أعاني من مشكلة، وهي أن زوجتي عنادية في كل شيء! مع أني أعاملها معاملة إسلامية صحيحة، وألبي جميع طلباتها!.
تعاندني في المسائل الدينية التي تخص حق الزوج على الزوجة، مثل الصيام بدون إذن الزوج في صيام التطوع المنهي عنه بلا إذن الزوج، ولكنها معترضة على هذا! مع ذكري لها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا أمور كثيرة، مثل حقها في العمل، وأنا غير موافق؛ لأن البيت وتربية الأولاد في احتياج لها!.
حتى إننا نسكن بشقة في المدن الجديدة التي يتم إنشاؤها للشباب، وهي تبعد 7 كم عن مسكن عائلتها، ومر عامان على زواجنا، ونحن في شجار دائم حول هذه الشقة؛ لأنها تريد أن تكون بجوار والدتها، وتحب الزحام، ولا تحب الهدوء! مع أنا اتفقنا قبل الزواج أننا سنسكن في هذه الشقة، وفي نفسها كانت رافضة هذه الشقة! وأنا الآن إمكانياتي المادية لا تسمح حتى بتغيير الشقة، فماذا أفعل!؟ دلوني -بالله عليكم- لمنع هذا الشجار!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد وقفت على استشاراتك وقرأتها جيدا، فجزاك الله خيرا على الوضوح والصراحة، وحمدت الله أن رزقك الله زوجة صالحة تصوم، ويكون الصيام واحدا من هذه المشاكل.
أخي من خلال التجارب الطويلة مع مشاكل المسلمين، توصلت إلى أن صمام الأمان لاستمرار هذه العلاقة الزوجية هو الصراحة والوضوح في كل شيء؛ لأنها علاقة تقوم على الصدق والصراحة والوضوح.
وقبل الإجابة على تساؤلك، أرجو أن تعلم الحقيقة الإلهية التي ارتضاها الله تعالى في خلقه، وهو أنه تعالى خلقنا مختلفين في طبائعنا وأخلاقنا، وحلمنا وغضبنا، وصبرنا وعصبيتنا، وهذه سنة من سنن الله في خلقه، وتغييرها يتطلب زمنا طويلا.
ومن هنا -أخي- اعلم أن الإنسان لا يمكن أن يكون كاملا 100% في كل جوانب الحياة، فالكمال لله وحده، ولكن الإنسان يكتمل في جانب وينقص في جانب آخر، وهكذا، وهذا في الرجل وكذلك في المرأة، ويأتي هنا دور الرجل، وهو أن يتمسك بالجوانب الإيجابية في الزوجة، ويشكرها عليها، وينميها فيها، ويصبر على الجوانب السلبية، ويحاول علاجها بالتي هي أحسن.
هذا العلاج قاله أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قديما، حيث كان يمدح زوجته بعد أن عدد الصفات الطيبة وأعمالها الجليلة، قال: (إن كرهت منها خلقا رضيت منها آخر).
وهذه هي المروءة حقا أخي، أن تذكر الخير الذي تراه، وتغض الطرف عن السوء، وتحاول علاجه، وبعد هذه المقدمة أقول لك الآتي:
1- عليك أن تغض الطرف عن صيامها، بل عليك أن تأذن لها وتشجعها وتعينها؛ لأن الصيام علاج للنفس البشرية وإصلاح لها، فلا تقف في طريق إصلاحها، ولا ترفض لها حتى لا توقعها في مخالفة، وإن أردتها في نفسها فليكن ذلك ليلا، وليتنا نجد النساء يصمن الدهر كله في هذا الزمن.
2- اختلافكما في العمل والسكن، أرى أن هناك أمرا مهما لعله لم يتوفر لديكما كزوجين، وهو الصراحة بينكما والوضوح، وهذا ما بدأت به كلامي.
فأرى أن تجلسا سويا، وتعرض عليها وبصدق تام كل دخلك من المعاش وغيره، ثم تعرض عليها جميع المصروفات، ثم اطلب منها الحل في سداد النقص، لا سيما إيجار البيت الجديد الذي تريد النقلة إليه، وبالتأكيد فهي لا تدلك على الحرام من السلفيات البنكية لأنها صوامة، وبهذا أحسب أنك ستفوز بالحجة عليها، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وقل لها: يجب أن نعيش في مستوانا، ولا نكلف أنفسنا فوق طاقتنا، وأظن أن بهذا ستحل مشكلة السكن.
أما مشكلة عملها، فأنت تشكو من ضيق ذات اليد وضغوط الحياة ومتطلباتها، فما دام عملها مشروعا، وتذهب إليه بستر، ولا تتعرض لاختلاط الرجال، فما المانع من عملها أخي؟ فهي ستعينك بدخلها المحدود في البيت، وتستطيعون أن تبنوا مستقبلكم.
وأرى أن المشكلة تنحصر في رعاية الطفلة، وهذه يمكنكم بالتشاور والتعاون حلها، وتترك الحل لها على ألا تتضرر البنت، واعلم أخي أنه يصعب على الزوجة وقد درست وتعلمت مثل الرجل لا سيما في بداية حياتها الزوجية أن تجلس في البيت بلا عمل، فهذا الفراغ وخيم وسيء، ومشاكله أكثر بكثير من مشاكل العمل.
فأرى وفق ما قلت لك أن تسمح لها بالعمل، ونحن قادمون على شهر رمضان ترتفع فيه الروحانيات وتغل فيه الشياطين، وستحل كل مشاكل الناس إن شاء الله تعالى.
أسأل الله أن يعينك ويوفقك في حياتك، وبالله التوفيق.