غزارة دم الحيض ما سببه؟ وهل له علاقة بالحالة النفسية؟

0 286

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد طهارتي بأحد عشر يوما حصل لي ظرف، وتعبت حالتي النفسية، ونزل مني الدم، في البداية كان لونه أقرب إلى اللون الزهري قرابة 4 نقط، ومن ثم بدأ ينزل وبكثافة فأصبح لونه أحمر، وأحيانا يكون لونه داكنا قريب إلى الأسود، وفي اليوم الرابع نزل مني قطع دم وبدأ يخف، وفي اليوم الخامس أخف من ذي قبل، وأنا الآن في اليوم السادس ونزول الدم أقل من السابق -ولله الحمد-.

ذهبت إلى المستشفى وأجريت تحليلا للحمل، وتبين في النتيجة أنه لا يوجد حمل، وأجريت تحليلا للغدة الدرقية، وكانت النتيجة FREE T4 : 23.41ng/dl ،TSH : 0.81ulU/ml .

ما رأيكم بارك الله فيكم ونفع في علمكم، هل الدم والغدة الدقية لهم علاقة بسوء النفسية؟ وما هو هذا الدم؟

الإجابــة

سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bandar06 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة النفسية قد تؤدي إلى تقدم الدورة الشهرية لمدة يوم أو يومين، أو تأخرها لنفس المدة، ولكن ما يؤدي إلى نزول الدورة الشهرية مرتين في الشهر أمرا آخر قد يتعلق ببعض الخلل الناتج عن ضعف التبويض، وهذا ما يطلق عليه غزارة الدورة أو (polymenorrhagia) وهي تعني نزول الدورة الشهرية مرتين في الشهر، أو نزولها لمدة أكثر من 7 أيام، ويحدث ذلك
بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون إستروجين وحده هو المسؤول عن الدورة، ويقل كثيرا هرمون بروجيستيرون الذي من المفترض زيادته بعد التبويض.

وهذا الخلل يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم على حساب النمو الطبيعي للبطانة، وإلى النزيف المتكرر، وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث وجود التكيس على المبايض (PCOS)؛ بسبب الوزن الزائد والسمنة.

كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها، يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC والهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH طبيعي، ولكنه قريب من النشاط أكثر من قربه إلى الوضع الطبيعي، ونسبة النشاط تكون أقل من 0.45، ولذلك يجب إعادة فحص الهرمون المحفز؛ للاطمئنان على عدم كسل أو نشاط الغدة الدرقية، لأن الخلل في وظائف تلك الغدة (والذي يزيد مع عمر 30 للسيدات، وليس له علاقة بالحالة النفسية المضطربة)؛ يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، مع ضرورة عمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولإعادة تنظيم الدورة يجب الصبر قليلا، وتناول حبوب منع الحمل ليس لمنع الحمل ولكن لتنظيم الدورة، وعلاج الأكياس الوظيفية، ولوقف التكيس المحتمل مثل (كليمن) أو (ياسمين) لمدة 3 شهور، شريطا كاملا 21 يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب (دوفاستون) وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين في اليوم، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، مع ضرورة تناول حبوب (جلوكوفاج 500) ثلاث مرات بعد الأكل؛ لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، ولتنظيم الدورة الشهرية.

مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، والتركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة، حيث أن الأسبوع الأول بعد الغسل والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة لا يحدث فيهما حمل.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات