أخاف من الظلام والغرف المغلقة والجن، هل من علاج؟

0 298

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله.

لدي مشكلة منذ صغري مع الخوف من الظلام والغرف المغلقة, وأن هناك أحدا يراقبني، أو سيخرج شيء ما علي, وكنت -ولا زلت- أخاف من أفلام الرعب، ولدي ردة فعل تجاه ما شاهدته في طفولتي، وما زال يتردد في ذهني, وقد عشت منذ طفولتي ومراهقتي أياما كنت أنام فيها بغرفة والدي بسبب ما شاهدته، أو بسبب حديث وحركة أختي المفرطة حين نومها.

كنت أعتقد أنها مشكلة وقت وسأتخطاها -بإذن الله- وأن الخوف سيزول, لكني كبرت وتزوجت، ولي الآن قرابة السنة, وما زلت أخاف من المكوث وحدي في المنزل, ولا أستطيع النوم إذا خرج زوجي للعمل، وأخشى إخراج يدي عن حدود السرير خشية أن يمسك بي شيء! وأستمر بالتفكير حتى وإن عبثت بأشياء؛ لتصرف انتباهي.

وزاد خوفي من الجن خصوصا, علما بأني أتعوذ بالله من الشيطان، وأقرأ المعوذات، وأحدث نفسي أنها تفاهات، وأن الشيطان ضعيف أمام تحصين العبد لنفسه بإذن الله.

وما يقلقني أنني بدأت أخاف وأنا أعمل في المنزل أن شيئا ما سينفجر أو سيحترق, وقبل البارحة خرجت من المنزل هلعة بعد سماع الرعد؛ ظنا مني أنه انفجار.

لا أود أن يؤثر علي ذلك مستقبلا, أرجو منكم إسداء النصح لي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختي الكريمة: الخوف الذي ينتابك يعد من أنواع المخاوف المرضية، كالخوف من الأماكن العامة، والمفتوحة، والمزدحمة، والمغلقة، وغيرها من المخاوف المرتبطة بأماكن محددة، أو أشخاص معينين. فإذا كانت هناك حادثة معينة حدثت في الماضي أدت إلى شعور بالخوف بسبب وجودك لوحدك، أو في مكان معين، فنقول: إنه حدث تعميم لكل المواقف المشابهة، مع عدم وجود سبب الخوف المرتبط بالحادثة الماضية. أو ربما نتج هذا الشعور بسبب سماع قصص، أو مشاهدة أفلام، أو توقعات كاذبة لأحداث مرعبة كما ذكرت.

والعلاج يحتاج منك للمواجهة، وعدم الانسحاب والبقاء في الغرفة وحدك أطول فترة ممكنة، مع تحمل الضيق والقلق الناتج عن ذلك بعدم التفكير في ما سيحدث، وبالانشغال بأي موضوع محبب لنفسك. ويستحسن أن يكون ذلك بالتدريج، وفي البداية يمكن الجلوس زمنا قصيرا، ثم يزداد هذا الزمن شيئا فشيئا.

فإذا كان الأمر صعبا عليك في البداية فيمكن الاستعانة بشخص يجلس خارج الغرفة، أو في مكان قريب منك، ثم ينسحب تدريجيا من هذا المكان في كل مرة إلى أن يختفي تماما. وكلما تحملت الضيق الناتج عن ذلك لأكبر فترة زمنية؛ زادت ثقتك بنفسك، وقل الخوف أو زال نهائيا.

والأمر يحتاج منك أيضا إلى تحليل الموقف بصورة موضوعية لا خيالية، واسألي نفسك مجموعة من الأسئلة: لماذا هذا التصور؟ ومن أين أتى؟ ولماذا أصدقه؟ ولماذا أستجيب له بهذه الطريقة؟ وهل حدث لي شيء من ما أتخيله أو أتصوره طيلة الفترة الماضية؟ وهكذا إلى أن تصلي بأن كل هذه الأشياء مجرد توقعات، وليس لها أي دليل من الصحة.

واستعيني بالأذكار اليومية في دخول الأماكن التي تخافين فيها. ونوصيك بالإكثار من قول (حسبي الله ونعم الوكيل) فهي أمان الخائفين -إن شاء الله- وليكن القرءان الكريم أنيسك في البيت تلاوة أو سماعا من أي جهاز. والحمد لله أنك ملتزمة في صلاتك وأذكارك.

وللتغلب على أعراض الخوف مارسي تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

نسأل الله تعالى أن يحفظك من كل شر.

مواد ذات صلة

الاستشارات