أمي تريدني أن أدرس الطب وأنا أريد التدريس، فماذا أفعل؟

0 48

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة لكم، أنا فتاة في 17 من عمري، وفي سنتي الأخيرة في المدرسة الثانوية، في الأيام الأخيرة بدأت أشعر وبقوة أن أمي تكرهني، نعم تكرهني وأشعر أنها تكره أنني ابنتها، فهي تعاملني غير معاملة إخوتي، ودائما تتكلم معي بإهانة، ولا تتكلم هكذا مع إخوتي بالطريقة ذاتها، ربما السبب في أنها تريد مني أن أتعلم مهنة الطب، رغم أني لا أحمل المقومات لذلك -فلم أنجح في امتحان التقييم للطب-، ولكنها تحاول بشتى الطرق أن تجعلني أتعلم مهنة الطب، فأنا لم أطلب ذلك أبدا، فهي تفكر في مكانة هذه المهنة في المجتمع، ولذا تريد من ابنتها أن تصبح طبيبة، ولم تفكر أبدا في سؤالي ماذا أريد أن أتعلم؟ أنا بذلت ما بوسعي، ولم أستطع، ربما لأنني لا أفكر في هذا الموضوع والتخصص.

ولما فاتحتها وصارحتها في موضوع التدريس وأنني أريد أن أصبح معلمة غضبت مني وأهانتني، ونعتتني بشتى الألقاب السلبية، واتهمتني بالفشل، واستهانت بمهنة التعليم وقالت: إنها ليست على مستوى عال كالطب، وأن الفاشلين فقط هم الذين يلجؤون إليها، ولم تفكر أنني فعلا قد أحببت هذه المهنة، ومنذ أن أخبرتها بذلك وأنا أشعر أنها تكرهني كل يوم أكثر من السابق، وتحب إخواني أكثر، وتهينني كلما سنحت لها الفرصة، رغم أنني في حياتي كلها كنت في المرتبة الأولى على صفي، والصراحة جميع الأهل يتمنون بنتا مثلي متفوقة، ولكن أهلي لا يقدرونني، والوضع أصبح لا يطاق، وخاصة أن الإسلام وصى ببر الوالدين.

أصبحت أشعر أن وجودي في البيت لا يزيدها إلا غضبا، وأنني أزعجها، لذا أفكر في ترك البيت ولكن لا أعلم إلى أين! أريد استشارتكم لا أعرف ما العمل الصائب لفعله! هل فعلا أحاول دراسة الطب كما يريد الأهل؟ وإذا عصيتهم هل يسمى عقوقا؟ وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عدن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، ويقدر لك الخير ويحقق في طاعته الآمال.

أمك تحبك، ولذلك تريد لك المهنة التي تراها عالية، وغالية، ووجيهة، ففكري في قصد والدتك، ولا تفكري في أسلوبها، والتمسي لها الأعذار، فهي تريد أن تفاخر بك بين سائر النساء، وتذكري أن الذي شجعها على ذلك هو مستواك المرتفع.

نحن لا نوافق على أي تخصص يفرض دون أن يكون للأبناء والبنات رغبة فيه؛ لأن الأصل هو أن يميل الإنسان إلى المجال الذي يجد نفسه فيه، ويوقن أنه يستطيع أن يأتي فيه بالجديد والمفيد.

ونتمنى أن تتعاملي مع الوضع بهدوء، ولا تقابلي إساءة الوالدة بالإساءة، فإن إظهارك للتضجر مما يزيد النار اشتعالا، واطلبي مساعدة أفراد الأسرة وخاصة الأب، والخالات، والعمات بعد أن تتوجهي إلى رب الأرض والسماوات.

وأنت بلا شك أعلم بنفسك وميولك، وبما وهبك الوهاب من قدرات، فإذا كان تحقيق رغبة الوالدة ممكنا، فلا تترددي في فعل ذلك، واحرصي أولا على سؤال الأطباء، وأخذ فكرة عن التخصصات، فربما يأتيك تشوق إلى دراسة الطب.

أما إذا لم يكن ذلك ممكنا، فاجتهدي في إرضاء الوالدة وامض فيما عزمت عليه، ووجدت في نفسك ميلا إليه، ولن تكوني عاقة إذا لم تدرسي الطب، وتجنبي التأفف عندها، ورفع الصوت عند الكلام معها، وتذكري أنك مأجورة على صبرك عليها، وإذا تذكرت لذة الثواب؛ فسوف تنسين الآلام.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك النجاح والتوفيق والاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات