بعد حادث انقلاب السيارة صرت أخاف قيادتها، ما الحل؟

0 223

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل سنتين حصل لي حادث انقلاب مع ابن خالي، وهو السائق، وبفضل الله ورحمته نجونا، وبعد الحادث بيوم عندما ركبت السيارة أتاني خوف، ودقات قلب سريعة جدا، ومرة أغمي علي، ومنذ سنتين وإلى الآن وأنا هكذا.

مع العلم أني قبل الحادث كنت أفضل شخص بين إخواني وأهلي في قيادة السيارة، وطول حياتي ما حصل لي حادث إلا عندما ركبت مع ابن خالي، المهم أنا أعاني من إحراج شديد بعد الحادث، وحتى أن لدي أشغالا ومهام مهمة ولا أركب السيارة، ومنذ سنتين ما قدت السيارة أبدا، مع العلم أنه ليس أنا الذي يقود عندما حصل الحادث.

ذهبت إلى أخصائي نفسي، وقال لي: طريقة تفكيرك هي السبب. ولا أعلم لماذا؟ وما سبب الإغماء الذي حصل لدي؟ وكيف أتخلص من ذلك، وأصبح أقود السيارة كما كنت من قبل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحدوث حادث السيارة الذي حصل، وإن كنت لم تقد السيارة، ولكنك تأثرت بالحادث بالتأكيد، وأثر عليك نفسيا، وما تعاني منه هو الآن هو: (فوبيا) أو رهاب من السيارات عموما، ومن قيادتها على وجه الخصوص، وهي حالة مرضية معروفة، وليس بسبب تفكيرك، فإنك لا تجرب هذا التفكير، أصبحت الآن تعاني من فوبيا ومن رهاب السيارات، والعلاج –كما ذكرت– أنك تحتاج إلى قيادة السيارات؛ لأنه كما تعلم أن قيادة السيارات الآن أصبحت من ضروريات الحياة؛ للعمل، للزيارات، ولا يكاد يستغني عنها أحد في عالمنا هذا.

فيجب عليك معالجة نفسك، عامة علاج الفوبيا ليس بالهروب والتفادي، ولكن يمكن التغلب على الفوبيا بالتدرج في سبب الفوبيا أو الرهاب.

الآن ابدأ بركوب السيارة في البداية مع شخص تثق به، ويمكنك ألا تقود في البداية، ابدأ بركوب السيارة لمسافات معينة، ثم زد هذه المسافات؛ حتى تستطيع أن تتغلب على الخوف والقلق أثناء ركوبك السيارة، وأنك لست السائق، إذا انتهى الآن التوتر وأنت في السيارة، وأنت لست السائق، بعدها ابدأ بأن تتدرج في قيادة السيارة، ابدأ بمسافة قصيرة، ويمكن أيضا أن يكون معك شخص لكنك أنت السائق هذه المرة، ثم زد المسافة تدريجيا حتى يزول الخوف نهائيا، وبعدها ابدأ القيادة بمفردك دون أن يكون معك أحد ما، حتى تتخلص من هذه الفوبيا نهائيا.

كما يمكنك تناول بعض الأدوية التي تساعد على هذا، ولا يكون لها مشاكل في قيادة السيارات. هناك دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) بجرعة خمسين مليجراما، يمكن أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا لمدة أسبوع، وذلك لتقليل الآثار الجانبية الناتجة عن هذا الدواء، وبعد ذلك تزيد الجرعة إلى حبة كاملة، ويمكن أن تحصل نتائج في ظرف شهرين مع التدريبات، حتى ترجع إلى حالتك الطبيعية، ويمكن ترك الدواء.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات