السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني عصبية جدا، وأتوتر سريعا وطوال الوقت، وعندما أحاول الهدوء، أشعر بدوخة لمدة طويلة، وفي مرة استمرت معي الدوخة لمدة ثلاثة أيام، تبدأ معي منذ الصباح وتستمر طول اليوم مع صداع مستمر.
أمور كثيرة في حياتي تعطلت بسبب عصبيتي، وقد فكرت في استعمال المهدئات، لكنني تراجعت، وأتمنى أن أتخلص من هذه العصبية.
أشعر بالاكتئاب، رغم أن الأمل والابتسامة لم تكن تفارقني في السابق، فأصبحت أكره كل شيء الآن، أشعر بالملل والتعب والتوتر، ولا أحب أن يناديني أحد، أو أن أتكلم مع أحد، أفضل الوحدة والانطواء، رغم أن البيت خال من المشاكل والفوضى والضجيج، أتمنى مساعدتكم، لأنني متضايقة كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lames حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التوترات النفسية وسرعة الغضب والاستثارة والانفعال هي جزء من المشاعر الإنسانية التي قد تأتي في مراحل عمرية معينة، وفي مثل سنك – ونسبة لوجود القلق والصعوبات الدراسية ومشاكل الهوية والتخوف من المستقبل – هذا قد يؤدي إلى نوع من القلق والتوتر والعصبية، كما أن البناء النفسي لشخصية الإنسان ربما يساهم ويجعله عصبيا بطبيعته.
لكن – أيتها الفاضلة الكريمة – هنالك علاجات، علاجات مهمة جدا وبسيطة جدا.
أولا: لا بد أن تطرحي على نفسك لماذا أنفعل؟ لماذا أغضب؟ لماذا لا أكون مسترخية؟ لماذا أعبر عن عصبيتي أمام الآخرين وأنا لا أقبل أبدا إذا تعصب أحدا في وجهي؟ اطرحي مثل هذه الأسئلة.
والأمر الثاني هو: أن تعبري عن ذاتك، السكوت عن الأشياء التي لا ترضي حتى وإن كانت بسيطة، يؤدي إلى استفحالها وتراكمها، والنفس تحتقن كما تحتقن الأنف، فيا أيتها الابنة الكريمة: عبري عن ذاتك أول بأول، عبري بالكلام الطيب الجميل، وكوني واثقة من نفسك.
النقطة الثالثة هي: أن تمارسي الرياضة، الرياضة هي المتنفس الحقيقي للنفس المحتقنة، وللنفس الغضوبة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون مناسبة بالنسبة لك.
النقطة الرابعة هي: تطبيق تمارين الاسترخاء حسب ما أوردناها في استشارة بموقعنا والتي تحت رقم (2136015) التعليمات بسيطة جدا وواضحة جدا ومفيدة جدا، لذا أرجو أن تطبقيها.
نقطة مهمة: بر الوالدين، الفعالية داخل الأسرة، هذه تؤدي إلى استرخاء تلقائي داخلي في النفس، فأرجو أن تجعلي لنفسك نصيبا من هذا الأمر، ونحن الآن مقدمين على شهر الطاعات، ونحن في أيام الخيرات، فقولي لنفسك: (سوف أفتح صفحة جديدة مع نفسي) وأريدك أن تقرئي في كتاب الأذكار للإمام النووي حول كيفية التخلص من الغضب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا ونصحنا وأدبنا كيف ندير غضبنا، فأرجو أن تأخذي من هذا، وأنا أعلم أنه سيكون مفيدا بالنسبة لك.
أيتها الفاضلة الكريمة: لا تضجري، لا تتمللي، المستقبل لك، وأريدك أن تضعي خطة مستقبلية تكونين فيها متفوقة دراسيا واجتماعيا، وفتاة كاظمة للغيظ، ومحبة لذاتها وللآخرين، وفوق ذلك محبة لربها ودينها.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الصلة بإسلام ويب.