تناولت أدوية في فترة الحمل، فهل يمكن أن تكون قد أثرت سلبًا على طفلي؟

0 212

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا في حيرة من أمري، وأرجو الإفادة.

بعد قياس وزني وجدت بأنني زائدة، فنصحني الدكتور الصيدلي بتناول (اورليستات) (وكروماكس)، فتناولته لمدة أسبوع، ثم توقفت بعد أسبوع، وعلمت بأنني حامل، كانت آخر دورة لي في (25 - 5) وقد تناولت الأدوية في (14 - 6)، ثم أوقفتها في (20 - 6)، وعند الكشف تبين بأنني حامل، حدث ذلك في (2 - 6)، أي أنني تناولته ما بين الأسبوع الثاني والثالث.

أثناء الحمل لم أتناول أي أدوية سوى (ميكوجيل) للحموضة، (navidoxin) للغثيان، (واكستريم كالسيوم)، (وفرافيرو حديد)، (وحمض الفولك) أخذته منذ علمت بأمر الحمل في بداية الشهر الثالث تقريبا.

رزقت في ابني الثاني، لكنه يعاني من التصاق أصابع يده اليمنى، ودخول عقلة من الخنصر والبنصر داخل الكف، علما بأن ابني الأول سليم -بفضل الله- وأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، لكنني أشعر بأنني أنا السبب، وأشعر بأنني مذنبة في حق طفلي، وخائفة من الحمل مرة أخرى، فماذا تقولون لي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك -يا عزيزتي- وأحب أن أطمئنك، وأقول لك: لا تؤنبي نفسك أكثر, ولا تشعري بالذنب, فالتشوه الذي حدث لطفلك -حفظه الله ورعاه-، لم يكن سببه تناولك للأدوية التي ذكرتها, وهذا كلام مؤكد (100%), والسبب هو أنك تناولت هذه الأدوية في مرحلة مبكرة جدا من الحمل, وهي المرحلة التي تكون قبل عمر (21) يوما, أي لم يتجاوز فيها عمر الحمل ثلاثة أسابيع بعد, والقاعدة الطبية المؤكدة في هذا الشأن تقول: إن تأثير الأدوية على الحمل في مثل هذه المراحل المبكرة, يكون بشكل نسميه: إما كل شيء, أو لا شيء, بمعنى إما أن يسبب الدواء قتل خلايا المضغة, فيجهض الحمل مبكرا (كل شيء), أو أن لا يؤثر الدواء إطلاقا على هذه الخلايا, فيستمر الحمل, وكأن السيدة لم تتناول الدواء (لا شيء).

والسبب في هذا التأثير هو أن الحمل في المراحل المبكرة , يكون عبارة عن بضع خلايا قليلة العدد, لم تصل بعد إلى مرحلة تشكيل الأعضاء, وهذه الخلايا إن تعرضت لشيء ضار, فإنها لن تقاوم بل تموت, أي لن تتشوه, وما يتشوه هو الأعضاء فقط.

ولعل في هذا لطف وحكمة عظيمة من رب العالمين عز وجل, بنا نحن كبشر, لأن المرأة في تلك المراحل المبكرة من الحمل, لا تعلم بوجود الحمل, وقد تتناول بعض الأدوية الخطرة والممنوعة كليا في الحمل, فلو كانت الأدوية تسبب التشوه في تلك المراحل المبكرة, لكثرت التشوهات الخلقية بشكل مخيف جدا, ولما نجا منها إلا القليل, وبالتالي لن تستقيم الحياة.

إذا اطمئني ثانية -يا عزيزتي- فالأدوية التي تناولتها لم تكن هي السبب فيما حدث لطفلك, وما حدث هو مجرد مصادفة, ليس إلا, أي أن التشوه عند طفلك كان سيحدث له في كل الأحوال, حتى لو لم تتناولي أية أدوية.

بقي أن أقول لك حقيقة علمية وهي: أن نسبة التشوهات الخلقية هي بحدود (5%)، حتى لو لم تتناول السيدة أي دواء خلال الحمل, وحتى لو ولم تتعرض لأي شيء ضار مثل: الأشعة، أو الأمراض, و هذه النسبة ثابتة تقريبا في كل أنحاء العالم, ولا يمكن منعها لغاية الآن، وللأسف بالرغم من كل التقدم الطبي الحاصل.

وعلى كل حال, يبدو بأن التشوه عند طفلك هو تشوه بسيط وقابل للعلاج, والعمليات التجميلية والترميمية أصبحت منتشرة ومتقدمة جدا, فاعرضي طفلك على أخصائي جراحة أطفال, وسيفيدك بمدى إمكانية إصلاح هذا العيب الخلقي, وفي أي عمر يفضل ذلك.

أسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى أطفالك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات