أعطاني أبي مالاً كهدية خفية عن إخوتي الذين ساعدهم في زواجهم

0 250

السؤال

السلام عليكم

أكرمني أبي بمال كهدية، خفية عن إخوتي, فقالت لي أمي: إن أباك أعطاك هذا المال كمنحة، ولإتمام البناء، ولأنك لم تأخذ أي مساعدة في حياتك الزوجية كبقية إخوتك الذين ساعدهم جميعا في زواجهم.

حرصا مني على والدي انتابني شعور في نفسي أن أبي قد يكون بهذا العمل أدخل نفسه في ما لا عدل فيه.

علما أني الابن الأكبر، وحالتي الاجتماعية لا بأس بها، إلا أني في الآونة الأخيرة بدأت على بركة الله في البناء، وأصبحت مديونا.

ما توجيهاتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك المشاعر النبيلة والحرص على الخير والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويبارك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال، وأن يرزقك بر والديك ويطيل في طاعته الآجال.

لقد أفرحنا خوفك على والدك من الجور، لكن كلام الوالدة يخفف من الأمر، لأن الوالد قد ساعد إخوانك من قبل، ويبدو أنه يعطي في الأوقات المناسبة لكل واحد منكم، والبناء مكلف، فاقبل عطية والدك، وتقرب إلى الله ببره والإحسان إليه، وافرح بمال ساقه الله إليك، واستخدم ما جاءك وما عندك من الأموال في الخير.

أرجو أن يعلم الجميع أن الشريعة لم تأمر بالمساواة، وإنما أمرت بالعدل، فالمساواة قد تكون ظلما لأنها تساوي بين المحتاج وغير المحتاج، وبين الصحيح والسقيم، بخلاف العدل الذي هو شريعة الله.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرص على بر والديك، وإكرامهم واقترب من إخوانك وأخواتك وأحسن إليهم، فأنت الأكبر بل أنت في مقام الأب لهم بعد الأب، زادك الله حرصا وخيرا ومتعك بالعفو والعافية، وبلغنا وإياكم شهر رمضان، وأعاننا على صيامه والقيام.

وها نحن نكرر لك الشكر على التواصل، وعلى السؤال، ونتمنى لو أن كل والد خص أحد أبنائه بعطية في ظرف معين أو لظرف معين؛ أن يبرر ويبين لبقية الأبناء حتى لا يجد الشيطان سبيلا إلى القلوب، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما كل الناس مثلك يحرص على فهم الأمور وإقامة العدل والحق، زادك الله خيرا وتوفيقا.

ونسأل الله أن يوسع الأرزاق وأن يبارك لنا ولكم وللمسلمين في الأرزاق والأولاد والأعمار.

مواد ذات صلة

الاستشارات