السؤال
السلام عليكم.
ابني يعاني من الاقتران الدائم (التلبس الحقيقي) ذهبت به إلى الرقاة وعند الأطباء النفسانيين، ولا فائدة، فحالته ما زالت على ما هي منذ 3 سنوات، وعمره 35 سنة، وكل شيء تبعثر في حياته, دخل في برنامج الصوم والصلاة، وتلاوة القرآن، والأذكار، والدهان بالزيت المقروء عليه منذ بداية شهر رجب، لكن حتى الآن حالته لم تتحسن، وندعو الله -عز وجل- بالشفاء له ولباقي المسلمين في العالم.
بعد معايشة هذه الحالة تيقنت أنه مقترن بشيطان دائم لا يفارقه طوال اليوم ليلا ونهارا, يبعث فيه روائح كريهة جدا، ويقوم بتشويه وجهه، ويعتدي عليه جنسيا في يقظته، وحتى منامه, يشتكي لي ولأمه أن الشيطان المقترن به يقوم حتى بمراقبة أفكاره ومخيلته، فمثلا -حسب قوله- عندما يفكر في أمر ما؛ فالشيطان المقترن به يضحك عليه، ويذهب به بعض الأحيان إلى حبس نفسه، وعض رقبته وكأن روحه ستزهق.
أننا نعاني الأمرين، أطلب من شيوخنا الأفاضل مساعدتنا, فحالة ابننا لا تستدعي المعالجة بالطب النفسي.
تذكير:
اقتران دائم حيث يسكن الجن في عضو من أعضاء الإنسان كالبطن، أو الرأس، أو الساق، أو الرحم، أو العمود الفقري، أو يكون منتشرا في جميع جسمه من قمة رأسـه إلى أخمص قدميه لا يفارقه أبدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ tawfiq حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك ولابنك ولجميع المسلمين الشفاء والعافية.
أخي الفاضل: أنا قرأت رسالتك واطلعت عليها بكل دقة، وأنا أقول لك –أخي الكريم – وبكل تواضع: أنا طبيب نفسي مسلم، والحمد لله تعالى لي اطلاعاتي وجلساتي مع المشايخ حول ما تتحدث عنه، وهو التلبس.
الذي استنتجته من رسالتك أن ابنك هذا مريض مرضا عقليا يسمى بمرض الفصام. أنت ذكرت أشياء مهمة جدا، أعطتني المعايير التشخيصية العلمية السليمة لحالة ابنك. قوله بأن أفكاره مراقبة بواسطة الشيطان، وهنالك معاشرة جنسية مع الشيطان. أخي الكريم: هذا الأمر مرضي ولا شك في ذلك.
أنا لا أريد أبدا أن أقلل من قناعاتك حول أن مرضه مرض ناتج من الجن، لكني أريدك –أخي الكريم– ألا تحرم ابنك من نعمة العلاج الطبي، وذلك من مبدأ عظيم، مبدأ نبوي، وهو: أتى رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها وأدوية نتداوى بها وتقاة نتقيها هل ترد من قضاء الله وقدره؟ فقال –صلى الله عليه وسلم–: هي من قضائه وقدره) رواه الترمذي. وفي المسند والسنن: (أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال: هي من قدر الله).
أيها الفاضل الكريم: أنا أعرف أن مرض الفصام مرض مؤلم، ومرض مفتت لشخصية الإنسان ولكيانه ولوجدانه، ومؤلم جدا للآباء والأمهات حين يرون فلذات أكبادهم تحت وطأة هذا المرض، وتبدأ رحلة البحث عن الأسباب، وأنت –أخي الكريم– حاولت أن تضع السببية في الإطار المنتشر والمتداول في مجتمعنا، لكني أنا أؤكد لك أن هذا الابن مريض.
يا أخي الكريم: الابن هذا يرقى بالرقية الشرعية ويذهب به إلى الطبيب؛ ليعطى أحد الأدوية المضادة لمرض الفصام. ويا أخي الكريم: المتابعة مع الطبيب سوف تكون مفيدة جدا لابنك العزيز هذا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.