أختي الصغيرة تحادث الشباب في مواقع التواصل!!

0 313

السؤال

السلام عليكم.

أختي الصغيرة التي تدرس في الصف السادس الابتدائي على علاقة بشباب على مواقع التواصل منذ كانت في الصف الرابع ابتدائي، حيث أنها تحدثهم على الخاص من خلال الآيباد بكلام معسول، لكنه لم يصل إلى الحديث في الجنس.

تحدثنا معها أنا وأمي بتفاهم وحب، وحاولنا نعرف الأسباب التي جرتها لذلك الفعل، ولم تجب بشيء، خاصة أننا لم نبخل عليها بأي شيء، وتم حرمانها من جهاز الآيباد لمدة شهرين، وبعدها وعدتنا بأنها لن ترجع لهذا الفعل، فرجعناه لها بشروط وضوابط للاستخدام، ومنع البرامج الاجتماعية، وتركناها فترة، وأعطيناها الثقة، ثم وبدون علمها فتحنا جهازها، لكنها -ما شاء الله- ذكيه جدا في الأجهزة الالكترونية، تحمل البرامج وتمسحها، لكنها نستها مرة، ورجعت نفس المشكلة، ولم تستطع أمي التحكم في أعصابها، وضربتها، وكسرت الأيباد، ومرت تقريبا 7 أشهر وأكثر من الأدب وحسن التصرف والوعود، والقسم بأنها لن تكرر الغلطة، وحفظت جزءا من القرآن، وتم شراء آيباد جديد لها، بشروط وضوابط الاستخدام، وفي أوقات معينة عندما تجتمع بأقرانها، لكن عادت نفس المشكلة، والأدهى أنها اعترفت أن صديقتها أخبرتها عن الجنس كاملا، وكيفيته، وهي لم تتحدث مع الأولاد بذلك، حسب ما رأينا، لكن من الممكن أنها مسحته فهي ذكية.

اتخذنا معها نفس الإجراء السابق، والآن لها أكثر من شهرين معاقبة، وأبعدناها عن صديقتها، لكن الآن بدأت بالوعود أنها عرفت خطأها، ولن تعود إليه، وأن البنات حولها يضايقنها بالأسئلة، وقد تم تسجيلها في ناد رياضي، لكنها غير راضية، وصارت تختلق المشاكل مع أخواتها الصغار، أرجوكم ما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Rema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهديها وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أعجبنا اهتمامكم ورفضكم للمنكر، وتمنينا برنامجا أفضل وأحكم في المتابعة، التي تقوم على القرب والصداقة والصراحة، خاصة منك أنت باعتبارك الأقرب منها، وأرجو أن تستمروا في إشباعها بالعاطفة والاهتمام، ووضحوا لها ما يحتاج لتوضيح وبيان؛ حتى لا تضطر إلى سؤال الصديقات، فتقع في دائرة الجهل والإثارة، ومن المهم أن نشعر أبناءنا وبناتنا بفرحنا ببلوغهم سن الوعي والبلوغ، ثم نذكرهم بأن البلوغ يعني التكليف، ونوضح لهم الآداب الإسلامية في إدارة الشهوة، والسيطرة على العواطف، وفق منهج إسلامي يعترف بالميول، ولكنه يهذبه ويرتبه ليكون عفة وطهرا.

وعندما نتعامل مع انحرافات من هذا النوع، فإننا نحذر من الشدة والتهاون والثقة العمياء، وعدم الثقة والشك الدائم، وعدم الاتفاق على خطة واحدة، بمعنى أن تشتد الأم ويتهاون الأب أو العكس، والمتابعة البوليسية؛ لأنها لا تجدي مع الأرقام السرية، وإغلاق أبواب الحوار.

وندعوكم إلى ما يلي: الدعاء ثم الدعاء لها وليس عليها، تزكية معاني الإيمان في نفسها وإحياء قيمة المراقبة لله، والقرب منها والاستماع إليها ومصادقتها، وإعطاؤها ثقة مشوبه بالحذر، والستر عليها، والتعرف على صديقاتها وأسرهن قبل محاولة إبعادها أو إبقائها معهن، مع الاحتواء للجميع، ووضع خطة للانسحاب التدريجي منهن، وتربية روح القيادة حتى تؤثر ولا تتأثر، ومما يعين على ذلك: تنمية الحس الدعوي في نفسها، ثم تبصيرها بنهايات الطريق وعواقب التهاون، وإعلامها أن في الشباب ذئابا، والاتفاق على خطة موحدة في التوجيه والإرشاد، وتنمية الوعي الديني، وتكثيف جرعات الحماية الفكرية، والتواصل مع موقعكم لمتابعة التطورات، وعدم اليأس وإعلان العجز، ودعوة الصغار لاحترامها، ومحاورتها وإقناعها، وعمل برنامج للمتابعة الناجحة التي تقوم على الصراحة والتقبل، وليس على المطاردة والتجهم والتجسس والتحسس، وفتح أبواب الأمل، وتذكيرها برحمة الرحيم، ورفض التصرف وقبولها، فالعمل مرفوض وصاحبته مقبولة محبوبة، وتحسين صورتها عن نفسها، وأن هذه التصرفات لا تشبهها على منهاج: {يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت أمك بغيا}

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحها وهدايتها، ونطمع في تواصلكم، ونتمنى الاستفادة من شهر الصيام، فهو مدرسة للتصحيح والتوجيه والإصلاح من الداخل؛ لأنه يقوم على المراقبة.

وفقكم الله وسدد خطاكم، ونكرر الشكر على الاهتمام والتواصل.

مواد ذات صلة

الاستشارات