السؤال
السلام عليكم
عمري ٢٥ سنة، وأعاني من وجع في أعلى الرأس؛ في النافوخ، وهذا الوجع مستمر وثابت، وينتقل أحيانا إلى الجبهة وبين العينين.
ذهبت إلى المستشفى، وأجريت فحوصات دم، وتصويرا للرأس، وكلها كانت سليمة، ولكن لم أجر تصوير (MRI)، وهذا الوجع يختفي أثناء النوم.
هل يمكن أن يكون هناك مشكلة في الأوعية الدموية؟ وهل يمكن أن يشكل نزيفا -لا قدر الله-؟ علما أنه لا توجد لدي أمراض الضغط والدم.
أنا كثير القلق والخوف من الأمراض، ودائما أذهب إلى الطوارئ إذا أصابني أي ألم في جسدي!
أرجو الإجابة، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوجع في المنطقة الأمامية من الرأس وبين العينين له علاقة في الغالب بحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، ولا يوجد ضرورة لعمل تصوير الرنين (MRI) قبل الاستفادة من كل الوسائل المتاحة أمامك، واختفاء ذلك الوجع لفترات في اليوم يؤكد هذا الكلام، ويشير إلى أن الحالة مرتبطة تماما بالجيوب الأنفية، وطالما أن ضغط الدم لديك طبيعي، ولا يوجد فقر دم، فلا قلق -إن شاء الله-.
قد تلاحظ أن التعرض إلى الغبار ونزلات البرد والعطور والروائح الكريهة، مثل: روث البهائم والدهانات وعوادم السيارات والتدخين؛ يؤدي إلى زيادة الصداع والألم في الجبهة وبين العينين، ويصاحب ذلك نوبات من العطاس وحكة الأنف والرشح والإحساس بضيق التنفس، والوقاية للجيوب الأنفية أهم من علاجها؛ وذلك من خلال تجنب كل ما سبق ذكره.
علاج حساسية الجيوب الأنفية يتم من خلال التعود على الاستنشاق بالماء المالح عدة مرات يوميا، مثل الوضوء تماما؛ عن طريق إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب كبير من الماء، مع استعمال بخاخ (rhinocort)، وهو بخاخ (كورتيزون) يستخدم مرتين يوميا بعد تنظيف الأنف بالماء المالح لعدة أيام، ويمكن تناول قرص مضاد للحساسية، مثل: (telfast 120 mg)، مرة واحدة مساء.
الصداع المصاحب لحساسية الجيوب الأنفية يحدث بسبب الضغط السلبي داخل الجيوب؛ نتيجة انسداد مداخلها، ونقص كمية الهواء الموجود داخلها، وميزة الاستنشاق بالماء المالح، هي فتح منافذ الجيوب، وبالتالي المساعدة في حل مشكلة الصداع المتكرر، ولا مانع من تناول قرصين من حبوب المسكن عند الضرورة، ولا توجد خطورة في الموضوع، ولا داعي لتصوير الرنين.
حساسية الأنف تؤدي إلى نقص كمية الأكسجين التي تصل الخلايا، وهذا يؤدي إلى حالة من الإرهاق المستمرة والكسل والخمول، والتعرض لتيارات الهواء المختلفة، وإلى الغبار ونزلات البرد، ويؤدي إلى زيادة حساسية الأنف والانسداد؛ ولذلك فالوقاية خير من العلاج.
وفقك الله لما فيه الخير.