السؤال
السلام عليكم..
أنا عندي مشكلة قديمة، وهي أني رجل قصير القامة، فطولي حوالي 157 سم، وعمري 23 سنة، وأعمل مهندسا, والمشكلة وراثية؛ لأن هناك في عائلتي قصار القامة غيري، ومنهم أمي، ولكن هذه المشكلة تسبب لي عدم ارتياح نفسي، ولا أعرف كيف أتخلص منها؛ لأني لا أكون ظاهرا إذا كنت أمام الآخرين، وخصوصا مع البنات، وأبقى محرجا جدا؛ لأنهم أطول مني!
هل لو تزوجت واحدة قصيرة أيضا سوف ننجب أطفال كلهم قصار؟! علما بأن والدي طويل القامة، ووالدتي قصيرة القامة مثلي، وهناك من ينصحني بأن أتزوج واحدة طويلة؛ حتى أخلف أطفالا طوالا، ولكن هذا بالنسبة لي صعب، فكيف سأخرج وأعيش مع واحدة أطول مني بكثير؟!
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عمرك الآن 23 عاما، أي أنه قد تم غلق كل مراكز التعظم في العظام الطويلة منذ عامين، أي في عمر 21 عاما، وثبت الطول عند هذا الحد، وعموما لتقوية العظام ننصح بتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية أو أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، مع تناول حبوب الكالسيوم، وشرب المزيد من الحليب في المرحلة القادمة.
للعلم فإن الطول صفة وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية، وقد تتأثر صفة الطول قليلا بنوعية التغذية التي يتغذى عليها الأطفال والشباب، ولكن يبقى تأثير الجينات الوراثية هو المسبب الرئيسي لهذه الصفة، وهناك معادلة يمكن من خلالها معرفة الطول المتوقع بعد عمر 21 عاما، وهي جمع طول الأب + طول الأم، وقسمة حاصل الجمع على 2، ثم خصم رقم 13 من حاصل القسمة، فيكون ذلك الرقم هو طولك المتوقع -إن شاء الله-.
المهم هو العناية بالصحة العامة، وممارسة الرياضة، والتعرض للشمس أثناء ممارسة الرياضة، وهناك تمارين تسمى الاستطالة يمكن متابعتها على اليوتيوب وأداؤها، فقد يفيد قليلا في زيادة الطول، ولكن -كما قلت لك- الطول صفة وراثية تتحكم فيها الجينات، ومن الصعب تجاوز تلك الصفة، والتمارين الرياضية -بصفة عامة- جيدة، فهي تحسن اللياقة البدنية، وتؤدي إلى قوة العضلات، فلك أداء التمارين التي تريد بالطريقة التي تريد، ويمكنك تفصيل حذاء بكعب يعطيك طولا من 7 إلى 10 سم، وبالطبع لا يشبه حذاء الكعب العالي للسيدات، ولكنه حذاء (جزمة رجالية)، والقيام بتفصيله بحيث يعطيك نسبة طول مناسبة.
إذا كان لديك إصرار على زيادة الطول، فهناك إجراء جراحي يسمى (تقنية المسمار النخاعي)، وهي تقنية جديدة في تطويل العظام، وهي عبارة عن تطويل داخلي للعظام بمسمار نخاعي، يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الريموت كنترول، وهذه تقنية تستغرق وقتا طويلا، وتتم من خلال المتابعة مع مستشفى تخصصي.
لا يؤثر القصر في الإنسان، بل بناء الشخصية والثقافة والثقة بالنفس، هو المحدد الأساسي لشخصيتك، وبثقافتك وعلمك وحضورك تفرض نفسك على الجميع، فلا تلتفت لمن حولك، وثق بنفسك وفي عطاء الله لك، وارض بما قسمه الله تعالى لك.
وفقك الله لما فيه الخير.