السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أستطيع التوفيق بين قراءة القرآن، وحفظه، وطلب العلم الشرعي، وأعمال المنزل، فكيف أوفق بينهم؟ ففي بعض الأحيان أشعر بالضيق، ولا أدرس العلم الشرعي، وأحيانا تمضي أيام كثيرة ولا أحفظ القرآن. أرجو الإفادة سريعا، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير، ويحقق لنا ولكم الآمال.
فكرة السؤال رائعة، والانزعاج والاهتمام مؤشر يوصل إلى النجاح، فتوكلي على الفتاح، واسأليه التوفيق والبركة في الوقت والفلاح، واعلمي أن المسألة تحتاج إلى تنظيم الأوقات، وترتيب الأولويات، ومن الممكن أن تنجحي في كل المجالات، وهذه ما نريده لبناتنا الفاضلات.
ونعتقد أن الفرصة طيبة مع دخول شهر القرآن والخيرات، حيث ترتفع الهمم ويزداد الإيمان، ولا يخفى عليك أن حفظ القران مفتاح للعلوم الشرعية، وسبب للتقدم والنجاحات، وبحفظ القرآن تصلح العقائد، وينطلق اللسان، ويتوقد الذكاء، وحق لأهل القرآن أن ينتظروا التوفيق من رب الأرض والسماء.
ونتمنى أن تتعلمي ما تصححين به عقيدتك، وعبادتك، وتعاملاتك، ثم تنطلقي بحفظ مقدار معين، وتجعلي للعلم الشرعي جزءا من الوقت.
ومن الضروري المحافظة على الأذكار، وهذا في حق كل مسلم ومسلمة، فكيف بطالبة العلم، وبالأذكار بعد توفيق الله وحوله وقوته ينصرف الشيطان، فلا تستسلمي لخواطره، وعاملي عدونا بنقيض قصده، وأخلصي لله في نيتك وعملك، واعلمي أن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، ففي الإخلاص عون على الاستمرار.
وننبه إلى ضرورة أن يكون الجدول معقولا، وقابلا للتطبيق، مع ضرورة إعطاء النفس حقها من الراحة، وحظها من الطعام، وعليك أن تفرحي بالإنجازات، وأن تشكري الله على توفيقه، لتنالي بشكره المزيد.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العلم بحاجة إلى صبر وعزيمة وهمة، وابتعدي عن المعاصي فإنها تنسي العلم، وتجلب الضيق، وتمنع الرزق، وتوكلي على الله واستعيني به.
أسعدنا تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ومرحبا بك.