أحببتها وقررت خطبتها ثم أحسست أن غيرها أجمل منها، ما نصيحتكم؟

0 186

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب 22سنة، أحببت فتاة عفيفة متخلقة متدينة، تكبرني بسنة، وأعرفها تمام المعرفة منذ الصغر، وقد كنت مقتنعا بها بمظهرها وأخلاقها، وكل شيء فيها، وعندما أتحدث إليها؛ أرتاح وأثق فيها كل الثقة، وهي جديرة بذلك.

عندما قررت أن أتكلم معها؛ لأتقدم لخطبتها -وقد فعلت- أحسست أن أحدا ما بداخلي يقول: ماذا فعلت؟ لقد تعجلت! هنالك من هن أجمل منها، وأنت أفضل منها، وكل النساء معجبات بك، ثم فجأة أحسست أني لا أحبها، وأصبحت أبحث عن المشاكل بدون سبب، مع العلم أنها لم تفعل لي شيئا يضرني، بل بالعكس تقف إلى جانبي دائما، وعندما أصبحت أرى فتيات أخريات -وأعرف أنهن غير صالحات- يدق قلبي، أما هي فلا، فقد توقف عن الخفقان عند رؤيتها.

أرجو نصيحتكم، وشرحا لوضعيتي، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، ويقدر لك الخير ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يبعدك عن الحرام وفعل الجهال.

نتمنى أن توقف التواصل معها، وتغض بصرك عن غيرها، وتتوب إلى الله، ثم تبدأ بخطوات صحيحة، ونقترح عليك إشراك والدتك وأخواتك في القرار؛ فالنساء أعرف بالنساء، وعليك أن تأتي البيوت من أبوابها، وتؤسس علاقة شرعية واضحة معلنة.

ومن المهم أن تقدم الدين والأخلاق مع ضرورة غض البصر؛ لأن من يطلق بصره سوف يتعب نفسه، كما قال الشاعر:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

والأمر كما قال الإمام ابن الجوزي في من يطلق بصره من أنه لن تكفيه نساء بغداد وإن تزوجهن.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بعدم العبث بنساء وبنات المسلمين، والموقف الذي حصل مع الفتاة لا نرضاه لبناتنا وأخواتنا، فكيف يرضاه الواحد منا لبنات الناس.

ونحن إذ نشكر لك التواصل نؤكد لك أنك تملك التصحيح شريطة أن تتوقف وتتوب، ثم تبدأ معها أو حتى مع غيرها بداية صحيحة، ومن الضروري إشراك الأهل من الطرفين منذ البداية؛ لأن الزواج ليس فقط بين شاب وفتاة، ولكنه في الحقيقة رباط بين بيتين وأسرتين، وربما قبيلتين، وبما أن مشوار الحياة طويل؛ فلا بد من بناء الأسرة على الرضا والقبول والارتياح والانشراح من الطرفين.

ورغم أن طلبنا بالتوقف والتوبة قد يكون صعبا إلا أن الأصعب هو التمادي في العلاقة، أو الاستمرار في النظر للغاديات الرائحات المتبرجات، واعلم أن التجاوزات في هذا الجانب إذا لم تتوقف منها وتتوب فإنها سوف تكون مصدر تشويش على مستقبلك الأسري، والأخطر من ذلك كونها مخالفة شرعية {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، واستمع إلى قول الله: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة...}.

وقد أسعدنا تواصلك، ونحيي فيك دوافع الخير التي دفعتك للسؤال، وأرجو أن تسامحنا أن كان في خطابنا قسوة، فأنت بمنزلة الابن العزيز، والأب لا يتهم إذا وجه بقسوة؛ لأنه ينطلق من المحبة والرغبة في المصلحة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وسوف نسعد بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، وسوف نفرح بفرحك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات