السؤال
السلام عليكم.
أعاني من حالة نفسيه قاسية، في بداية الأمر تعرضت لمواقف محرجة بشكل كبير غيرت من نفسيتي، ثم تعرضت للعزلة لمدة سنة كاملة تقريبا، لا أرى الناس إلا القليل وزادت نفسيتي تعبا.
والآن لا أستطيع التكلم مع الناس، أو حتى السؤال، أو فتح موضوع، وأخاف أن يسألني الناس أسئلة، وتصيبني حالة من احمرار الوجه وعدم القدرة على التركيز في الكلام، وحالتي تزداد يوما بعد يوم.
ليس لدي أدنى المقومات للتحدث إلى الناس للتعبير عما داخلي, حتى للعائلة والأصدقاء وأي شخص, ولا أستطيع التحدث على التلفون أبدا، فقط مرحبا هلا, أفتقد القدرة على المجاملة وعلى الرد وعلى السؤال، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamamd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت في هذا العمر النضر وهذا العمر الجميل، عمر التغيرات النفسية والوجدانية والهرمونية والفسيولوجية، من الطبيعي جدا أن تحدث لك بعض التجاذبات النفسية وشيء من عدم الاستقرار الوجداني، وربما شيء من المخاوف والتوتر.
لا أريدك أبدا أن تضخم الأمور، لا تتفاعل تفاعلا نفسيا سلبيا مضخما ومجسما حين تعترضك بعض المواقف، هذه الأمور طبيعية جدا، والإنسان حين يرى أنه قد تعرض لموقف محرج مثلا لا بد ألا ينظر إليه بسلبية كاملة، حتى المواقف المحرجة، حتى المواقف السلبية فيها شيء إيجابي يتعلم منه الإنسان، فالله تعالى حبانا بدافعات نفسية قوية جدا تؤهلنا وتساعدنا على الاستمرار في الحياة بصورة جيدة.
أيها الفاضل الكريم: حالة احمرار الوجه التي تعاني منها، والصعوبة في التكلم مع الناس: هذا نوع من الخوف الاجتماعي البسيط، لا أريد أن أسميه رهابا، هذه الحالة عرضية بسيطة.
أريدك أن تصحح مفاهيمك عن نفسك، مثلا هذا الاحمرار الذي يحدث في الوجه هو أمر طبيعي، بل هو أمر إيجابي، يعني أنك حين تواجه موقفا اجتماعيا لا تحس فيه بالارتياح، أو تحس بالرهبة، هنا قلبك يدفع الدم بصورة أقوى ليجعلك متحفزا وفي حالة من اليقظة العالية لمواجهة هذا الموقف، والقلب حين يضخ الدم بكميات كبيرة يجعل الأكسجين ينتشر في أجسادنا وترتوي أعضائنا وتكون في وضع صحي ممتاز.
ضخ الدم وانتشاره في الوجه يؤدي إلى احمرار الوجه، لأن من خصائص الوجه أن بعض الشعيرات الدموية سطحية جدا.
إذا العملية عملية فسيولوجية طبيعية، لكن لأنك حساس حول الموقف تحس بها أكثر أو أشد مما هي عليه حقيقة.
أرجو أن يكون تفسيري العلمي هذا مطمئنا لك، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يراقبك، لا أحد يحقرك، لا أحد لا يقدرك، أهلك يحبونك، أصدقائك يحترمونك، أريدك أن تكون شابا فاعلا واثقا من نفسه.
وعليك بتطبيقات عملية مهمة وضرورية، تتجاوز من خلالها الخوف الاجتماعي البسيط هذا:
• صل مع الجماعة في المسجد، ونحن الآن على أعتاب شهر رمضان، كن في الصفوف الأولى في المسجد.
• أريد أن تمارس رياضة جماعية مع أحد أصدقائك ولو مرتين في الأسبوع، كرة القدم مثلا مع بعض الأصدقاء، أمر جميل.
• أريدك أيضا أن تطبق بعض التمارين الاسترخائية، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يا ليتك ترجع إليها وتطلع عليها وتطبق ما بها.
• أريدك أن تكون شخصا فعالا مع العائلة، مع الأسرة، مع أبويك، تكون بارا، تضيف إلى أسرتك إضافات جميلة وصحيحة.
• أريدك أن تكون متميزا في دراستك، اجلس في الصفوف الأولى، وكن مرفوع الرأس، عالي الهمة، وأنا متأكد أن مستقبلك سيكون مستقبلا طيبا بإذن الله تعالى.
أرجو أن تفكر في نفسك على الأسس التي ذكرتها لك، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.