هل ينفع البروزاك لعلاج الوساوس في العقيدة والخوف المستمر بلا سبب؟

0 342

السؤال

السلام عليكم

قرأت أن هناك أدوية تفيد للوسواس مثل بروزاك:

1- هل يفيد إذا كانت الوساوس في العقيدة؟ سأشرح بعضا من حالتي، دائما هناك حديث في نفسي مستمر، كلما أردت أن أقرأ القرآن أو أصلي أو أقرأ أذكارا، هناك كلام في صدري من سب وتكذيب واستهزاء، ولكن الآن أصبح هذا الحديث في صدري مستمرا، لا ينفك عني مهما حاولت طرده حتى أصبحت لا أعرف وأشك هل هذا الكلام مني أنا؟! بسبب استمراره، يهمني كثيرا أن أجد علاجا -بإذن الله- نافعا للحديث الذي يأتيني عند الطاعات، فقد حرمت الطاعات بسببه.

ودائما نفسي وصدري في حالة قلق مستمر، وخوف عند سماع صوت أي شخص، وأحيانا أجلس مع نفسي وأفكر ما سبب الخوف الذي يأتيني عند سماع صوت أي شخص؟ دائما صوت في نفسي يقول لي: أنت تخافين من البشر ولا تخافين من الله وحده. فأصبحت الآن في حالة خوف مستمر، هل أنا عند الله مشركة بسبب هذا القلق والخوف، والنبض المستمر في صدري عند سماع صوت أو الحديث مع أي شخص؟ وأحيانا لا أعرف سبب هذا الخوف، عند الجلوس مع الناس حتى لو كانوا أقرباء أو حتى مع أهلي أشعر بارتباك وخوف، ونبض مستمر في الصدر ولا أعرف لماذا؟! وأحيانا ارتجاف في اليد، وأشعر به أنا فقط، فما هي حالتي؟

2- هل يمكن أخذ الدواء بدون تشخيص الطبيب لي وبدون الذهاب للطبيب؟

3- وهل يمكن أخذه في ذات اليوم مع حبوب فيتامينات مثل: حبوب الخميرة أو حبوب زيت كبد الحوت أو مجموعة فيتامينات منوعة؟ أم سيحدث ضرر إذا اخذت مع بعضها؟ وهل يؤخذ الدواء أثناء الدورة الشهرية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حذيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم قطعا أنت لديك وساوس ذات طابع ديني، وعلاج الوساوس من هذا النوع يقوم على أربعة أسس: الأساس الأول: العلاج السلوكي. الأساس الثاني: العلاج الدوائي، الأساس الثالث: العلاج الاجتماعي، والأساس الرابع: العلاج الإسلامي. هذه الأربعة حين تجتمع مع بعضها البعض كوسائل علاجية تؤدي إلى أفضل النتائج.

• العلاج السلوكي يقوم على مبدأ تحقير فكرة الوسواس، وعدم مناقشته أبدا، والقيام بما هو مضاد له.
• العلاج الاجتماعي: يتمثل في أن يكون الإنسان فاعلا، على مستوى البيت، على مستوى الأسرة، على مستوى المجتمع، ألا يترك مجالا للفراغ، أن يحسن إدارة وقته، أن يطبق التمارين الاسترخائية، وهذه طبعا فيها الجانب السلوكي.
• أما العلاج الإسلامي فهو: أن يعرف الإنسان أن الوسواس هو نوع من الابتلاء، وهو ليس دليلا على ضعف إيمان الإنسان، وأن يكثر الإنسان من الاستغفار، وأن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ليجعل الشيطان يخنس.
• والعلاج الدوائي مكمل للعلاج ا لسلوكي والعلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي.

أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت لديك، يعني أن الدواء لوحده لا يفيد، والعلاج السلوكي لوحده قد لا يفيد، وهكذا. وأهمية الدواء تأتي أيضا من أن الدواء يتحكم كثيرا في القلق، والوساوس فيها جانب القلق.

أيتها الفاضلة الكريمة: اذهبي وقابلي الطبيب النفسي، وأنا متأكد أنه سوف يؤكد لك ويثمن ما ذكرته لك، وهذا سوف يزيد قناعاتك تماما بالدواء.

البروزاك دواء رائع، لكن الدواء لا يفيد أبدا إذا لم يقتنع الإنسان بأنه مفيد، وإذا لم يتناوله بالجرعة التامة وللمدة المطلوبة، هذا أيضا قد لا يفيد كثيرا.

فأرجو أن تذهبي إلى طبيبك، والبروزاك لا يتعارض مع الفيتامينات، وليس له أي أثر على الهرمونات النسوية، وهذا يعني أنه ليس له أثر على الدورة الشهرية، ويمكن أن يؤخذ أثناء الدورة الشهرية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو ألا تتعايشي مع الوساوس، هذا مهم جدا، تأخير العلاج يؤدي إلى التعايش مع الوساوس، والإنسان الذي يتعايش مع الوسواس يفتقد البصيرة في مقاومته، وهذا لا نريده لأحد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات