هل هناك ضرر في النظر إلى المتبرجات؟

0 243

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد:
هل يوجد ضرر في النظر إلى المتبرجات؟ وهل يوجد ضرر أيضا إذا تخيلت ذلك في رأسي ولم أنظر بعيني؟

شكرا، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في استشارات إسلام ويب.

من هو في سنك محتاج إلى معرفة هذه الأضرار التي تسأل عنها، فسؤالك عن هذه الأضرار وتنبؤك وتفطنك لوجود أضرار محتملة من وراء النظر إلى المحرمات أمر تشكر عليه، ونرجو الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى الخير، وأن يجنبك أنواع المكاره والشر.

لا شك -أيها الحبيب- أن النظر إلى المتبرجات خطر عظيم ومفسدة كبيرة، ولذلك حرمه الله سبحانه وتعالى، فإن الله لا يحل إلا الطيب ولا يحرم إلا الخبيث، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فنظرة العين إلى ما حرم الله تعالى سهم مسموم يدخل إلى القلب ليفسده.

ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهو يتكلم عن أضرار النظر المحرم فقال رحمه الله: يفسد القلب حتى يعرض عن الفكر فيما أمر به، فيخرج صاحبه إلى المحن، ويوجب ارتكاب المحظورات والفتن، ويلقي القلب في التلف. والإمام أحمد رحمه الله تعالى لما سئل عن النظرة قال رحمه الله تعالى: "كم نظرة قد ألقت في قلب صاحبها البلابل".

وقد جعل الله تعالى طهارة القلب وزكاته ثمره من ثمار غض البصر فقال سبحانه وتعالى: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون }.

فمفاسد النظر الحرام -أيها الحبيب- عديدة كثيرة، فإن هذه النظرة مبدأ الشر ومفتاحه، وقد تجر صاحبها إلى الوقوع فيه -والعياذ بالله تعالى- ولهذا كان من حكمة الله الرؤوف الرحيم أن حرم علينا النظر إلى ما حرمه علينا من النساء.

وأما سؤالك الثاني: هل يوجد ضرر إذا تخيلت ذلك في رأسي؟ فالجواب: أن ما خطر ببالك من غير تسبب منك لا تؤاخذ به فإن الله تعالى تجاوز عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها، وعليك أن تصرف ذهنك عن التفكر فيه، وأما استدعاء هذه الصور وتذكرها إذا كانت لنساء معينات، وتذكر هذه الصور والتفكر في محاسنها وجمالها، فهذا من المعاصي التي يجب عليك أن تقلع عنها؛ لأن القلب يشتهي ويتمنى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث حين قال: ( العينان تزنيان وزناهما النظر )، إلى أن قال ( والقلب يهوى ويتمنى ).

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات