لم أعد أفرق بين الدورة والنزيف بسبب استمراره!

0 458

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 26 سنة، غير متزوجة، وزني 125 كجم وطولي 166 سم، الدورة الشهرية لدي غير منتظمة، قبل أربع سنوات كانت أيامي في الدورة الشهري ثمانية، الأربعة الأولى ينزل دم، واليوم الخامس والسادس ينزل خفيفا، والسابع ينزل مثل الأيام الأربعة الأولى، وينقطع في اليوم الثامن، وأما الآن أعاني من نزيف مستمر، حتى أني لا أعرف متى الدورة الشهرية، إما يستمر النزيف دائما أو يتوقف لمدة أكثرها 3 أشهر، وأقلها أسبوع، أو لا تأتيني الدورة لعدة أشهر، ثم تأتيني دورة مستمرة، ولم أعد أفرق بين الدورة والنزيف، ماذا أفعل؟ والآن بدأت أشرب الحلبة مع الحليب لأني سمعت أنها توقف النزيف.

أرجو الإجابة، وشاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدورة الشهرية الطبيعية تتراوح ما بين 21 يوما حتى 35 يوما، وفي المتوسط تكون 28 يوما، وقد تأتي متأخرة ليومين أو أكثر، وقد تأتي متقدمة أيضا ليومين أو أكثر؛ وذلك لـتأثر الدورة الشهرية والهرمونات التي تتحكم فيها بالحالة المزاجية والنفسية، وكل ذلك في النطاق الطبيعي للدورة الشهرية، وليس للحلبة تأثير في الدورة الشهرية، بل يتم النصح بتناولها لزيادة الوزن، خصوصا مع وضع المزيد من السكر.

ما تعانين منه مرض يسمى غزارة الدورة أو (polymenorrhagia)، وهي تعني نزول الدورة الشهرية بغزارة، ونزولها لأكثر من 7 أيام، مع نزول دم متجلط، ويحدث ذلك بسبب السمنة وما تسببه من زيادة المقاومة لهرمون الأنسولين، وارتفاع هرمون الذكورة، وارتفاع هرمون الحليب، مما يؤدي إلى الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث: وجود التكيس على المبايض (PCOS) بسبب الوزن الزائد والسمنة، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولإعادة تنظيم الدورة: يجب الصبر قليلا، وتناول حبوب الهرمونات كليمن أو ياسمين لعدة شهور وليس لشهر واحد، أخذ شريط كامل21 يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرص واحد مرتين في اليوم من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

والأهم من الحبوب هو علاج السبب من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية جيدة من خلال تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب مثل الشوفان والقمح، والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات والعصائر التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء والخضروات المطبوخة، ومن خلال ممارسة الرياضة خصوصا المشي، لأن السمنة والوزن الزائد تعتبر السبب الرئيسي في خلل وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنك محاولة تناول حبوب جلوكوفاج 500 قرص واحد بعد الأكل لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس للمساعدة في الحمية ولتنظيم الدورة الشهرية.

مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وتناول أعشاب البردقوش والمرامية، وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية أيضا وتكرار النزيف هو Ormeloxifene 30 mg، يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات