لا أجيد الكلام مع الناس وإن تكلمت أتكلم بتلعثم، ما العلاج؟

0 268

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 18 عاما، مشكلتي هي عدم القدرة على فتح نقاش، أي أني لا أجيد الكلام مع الناس، ودائما صامت، الكل يبتعد عني لأني ممل لا أتكلم، وإن تكلمت أتكلم بتلعثم، ولا أجيد اختيار الكلمات.

أرجوكم أفيدوني، أريد الحل أنا على وشك دخول الجامعة، ولا أجيد الكلام مع الناس، ولا أستطيع أن أكون علاقات، ولا أستطيع النوم بسبب هذه المشكلة.

لدي قلق بسيط وتسارع في دقات القلب كلما أتذكر أني سوف أسافر بالسيارة خصوصا بالليل! وسمعت عن علاج "زولفت" هل ينفعني هذا الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الابن الكريم: أنت في مرحلة التكوين النفسي والتكوين الفسيولوجي والهرموني والجسدي والعاطفي، وكذلك الاجتماعي.

هذه المرحلة قد ينتاب الإنسان فيها شيء من عدم التأكد من الذات، فيأتي شيء من القلق، قد يحس الإنسان باهتزاز في ثقته في نفسه، وهذه مراحل قد تمر بالشباب، ونحن نعتبرها مرحلة عادية جدا.

أنت – جزاك الله خيرا – تريد أن تكون شخصا متطورا وصاحب مهارات ومقدرات، وأنا أؤكد لك أن هذا ممكن.

أول خطوة: لا أريدك أن تقلل من قيمتك، لا تعتقد أنك تفتقد المهارات أو الإمكانات، إمكاناتك موجودة، والله تعالى حباك بها، لكنها قد تكون مختزنة ومختبئة، وبشيء من الإصرار وما نسميه بالدافعية الإيجابية تستطيع أن تتغير.

- أنا أريدك أن تكثر من القراءة والاطلاع؛ فهذا مهم جدا، ولا بد أن يكون لديك رصيدا معرفيا، هذا الرصيد المعرفي يجعلك تتواصل مع الناس ولا شك في ذلك.

- أريدك أن تجلس وتشاهد البرامج التلفزيونية الممتازة، وحين تسمع حلقة نقاشية أو برنامجا حواريا، تصور نفسك أنك أحد المحاورين، وأنك أحد المشاركين في هذا البرنامج، بل حاول أن تردد بعض الجمل وبعض الكلمات التي تقال، والتي يذكرها الشخص الذي تتمنى أن تكون في مكانه، أو تتصور أنك في مكانه، هذا نوع من التدريب المهم جدا لتطوير الحوار.

- أريدك أن تجلس جلسة مع نفسك، وتتصور أنك في موقف اجتماعي، كيف سوف تتصرف في هذا الموقف؟ مثلا إذا ذهبت للدكان وأردت أن تشتري شيئا، سيكون من اللباقة والمهارة الاجتماعية أن تسلم على صاحب المحل، وتتبسم في وجهه، فتبسمك في وجه أخيك صدقة، هذه مهارة عظيمة جدا، ثم بعد ذلك تطلب منه النصف الذي تريده، وإن لم يعجبك الصنف أو لم يكن مطابقا للمواصفات ادخل في حوار معه، هذا أيضا من الفنون.

أيها الفاضل الكريم: احرص على صلاة الجماعة؛ لأنك سوف تلتقي بالمصلين، وهذا يدفعك لأن تتحاور، سلم على إمام مسجدك، وحين تطرق لك مسألة اسأله عنها، هذه مهارة ومهارة عظيمة جدا.

في منزلك: اسع دائما لبر والديك، سلم على والديك صباحا ومساء، طمئنهم أنك - الحمد لله تعالى – بخير، وأنك سوف تجتهد في دراستك، وأنك تريد أن تكون عالما يرفع شأن أسرتك... وهكذا.
هذه الطرق التي من خلالها تتعلم فنون الحوار، وتنتهي تماما وتتخلص من الخوف الاجتماعي.

في مرفقك الدراسي لا بد أن تجلس في الصف الأول، انخرط في أي جمعية موجودة بالمدرسة، جمعية ثقافية، أو دينية، أو اجتماعية، وأريدك أيضا أن تشارك التمارين الرياضية الجماعية ككرة القدم مثلا، هذه تساعدك كثيرا.

إذا - الحمد لله تعالى – سبل تطوير الذات متاحة وكثيرة جدا، ولا تحتاج للدواء أبدا، نعم الزولفت وخلافه يساعد في علاج المخاوف، لكن العلاج الأفضل هو الذي ذكرته لك.

ختاما: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات