معاناة شاب لطلب خطيبته فسخ الخطوبة

0 444

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير الخلق والمرسلين!
أما بعد: شيخنا الجليل، فأنا الشخص الذي بعثت باستشارة عنوانها (لا أريد أن يلعب الشيطان بيني وبين خطيبتي) ولكن للأسف لا أظنه إلا أنه قد دخل! ولكن من طرف المخطوبة!
لقد وعدني أبوها، وقد جلست معها في وجود محرم شرعي، وقد أسرتني، وأعجبت بها، ولاحظت فيها أيضا القبول، وقد أعطتني الموافقة المبدئية، وكانت فرحة، وقد بعثت لها بإيميل، وكان قصدي منه أن أعرف ـ ربما ـ شروطا لم ترد طرحها أمام أخيها ـ أي المحرم ـ والله على ما أقول شهيد، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد شهرين جاءني إيميل من الفتاة بعدم القبول بالزواج مني؛ بسبب أنها تشك أني أخفي أشياء، وأنها لم تعرف الطمأنينة بعد ذهابي، وأنها صلت الاستخارة، ولم يظهر منها شيء!
وقد حاول الكثير من عائلتها ـ كأبيها وإخوتها ـ أن تتراجع عن القرار الذي اتخذته، لكن دون جدوى، وأقسم لكم ـ سيدي ـ أنها المرة الثانية التي أرد فيها؛ لأنه سبق لي وأن نويت الزواج من إحدى الفتيات، لكن نفس الشيء حدث! لكن الأمر مختلف مع هذه الفتاة الأخيرة، وذلك لكونها فتاة جامعية تعمل في مجال الدعوة والإرشاد، ويعلم الله أنه سرتني رؤيتها، وكم تمنيتها زوجة! طمعا في دينها وعلمها! وخاصة عائلتها.
سيدي، لا أعرف ماذا أفعل!؟ خاصة مع والدي اللذين يعلقان آمالا كبيرة على هذه الفتاة، وقد تكلم والدي مع والدها في الأمر واتفقا، سيدي الشيخ، مع العلم أنهم يقولون أني خلوق، ومتدين، ومتعلم، إلا أنه انكسر خاطري! وأعيش لحظات مؤلمة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
فإن كل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في الكون إلا ما أراده الله، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، والمؤمن يفعل الأسباب ويرضى بحكم الله وقدره، وقد يخفى على الإنسان جانب الخير ((وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم))[البقرة:216].
وإذا كان كانت هذه الخطيبة عندها شكوك، فليس من المصلحة الاستمرار في هذا الطريق، والنساء كثير، ولا داعي للقلق، وسوف تجد المرأة المناسبة بإذن الله، فلا تستعجل، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن المؤمن يقول قدر الله وما شاء فعل.

ولا داعي لاستخدام (الإيميل) ويكفي الموافقة بعد الرؤية الشرعية، والإنسان غير مطالب بذكر كل ما عنده من أشياء وما فيه من صفات، وكل إنسان فيه إيجابيات وسلبيات.

وليس من المصلحة كشف المستور من السوابق والتجارب والعلاقات العاطفية؛ لأن هذا يضر ولا يفيد في شيء، وأرجو الاحتفاظ بأسرارك وتجاربك السابقة، ولا تكثر الكلام عن نفسك، فإن الإنسان يندم على الكلام ولا يندم على السكوت، والمعرفة الحقيقية والحب الشرعي يبدأ بالرباط الشرعي؛ لأن كل شيء يظهر على حقيقته، أما فترة الخطوبة فكلها مجاملات ومداهنة، وربما كانت هذه الفتاة تجاملك وتجامل أهلها كذلك.

واعلم أن الفتيات المتدينات كثيرات، فاحرص على أن تجعل الدين والأخلاق المقياس الرئيسي عند اختيار المخطوبة.

وأنت ولله الحمد صاحب دين وخلق، وكثير من الأسر تتمنى أن تجد لبناتها أهل الدين والصلاح.

والصواب أن نملأ قلوبنا بحب الله أولا، ثم محبة ما أمرنا الله بحبه، ونجعل ميزاننا في الحب والبغض هو الطاعة لله، وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في لله، ونحب أهل الإيمان بقدر ما عندهم من الخير.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات