السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو سرعة الرد على سؤالي نظرا لارتباطه بتناول علاج معين، وحكم صحة الصيام أثناء تناوله.
أعاني الآن من ورم ليفي في جدار الرحم الأمامي، وقد تكررت لدي الإصابة بالأورام الليفية؛ إذ اكتشفت منذ عامين إصابتي بورم ليفي كبير الحجم، وخضعت على إثره لعملية جراحية لاستئصاله منذ سنتين.
الورم الموجود حاليا يسبب لي أعراضا مزعجة تتمثل في نزيف شديد أثناء الحيض، وآلام مبرحة تستمر لعدة أيام من أيام الحيض، واستمرار فترة الحيض لحوالي 15 يوما، وكانت عادتي في الأصل 6 أو 7 أيام. والحمد لله حمدا كثيرا على ما قدر وشاء.
ذهبت لأكثر من طبيب، وأجمعوا على أنه نظرا للمشكلات التي يسببها هذا الورم الموجود حاليا، ينبغي استئصاله. لكنهم وصفوا لي أدوية تحتوي على هرمون البروجستيرون؛ لتخفيف الأعراض قبل اللجوء إلى العملية.
تناولت بالفعل أحد تلك العلاجات التي وصفت لي، وهو دواء (steronate) المحتوي على هرمون البروجستيرون خلال الشهر الماضي بواقع قرص واحد يوميا، وبالفعل ساهم هذا الدواء في تحسن حالتي نوعا ما؛ إذ قلت بالفعل كمية الدم الغزيرة التي كانت تأتيني أثناء الحيض، وشعرت بأن الكمية التي نزلت تشبه إلى حد كبير دورتي الطبيعية.
إلا أن هناك عرضا حدث لي يؤرقني كثيرا يتعلق بمسألة الصيام أثناء الشهر الكريم، أعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن والبركات.
المشكلة هي التنقيط أو (التمشيح) الذي سببه لي هذا الدواء، إذ بدأ ذلك التنقيط بعد تناولي للدواء بحوالي 10 أيام، واستمر حتى انتهيت من آخر قرص من الدواء، إذ كنت أجد يوميا بعض قطرات من الدم، والتي أخذت في التزايد نوعا ما مع الأيام حتى انتهيت من آخر قرص من الدواء، فجاءتني الدورة. علما بأني بدأت في تناوله في اليوم الثامن عشر من الدورة السابقة.
الآن سؤالي هو: هل تعد قطرات الدم تلك من دم الحيض، أم ليس لها علاقة به؟ وما أسبابها بالضبط؟
السؤال الثاني: كما ذكرت لحضراتكم وصف لي أحد الأطباء دواء (Steronate) والذي تناولته بالفعل، في حين وصف لي طبيب آخر حقن (Cidolute Depot) وفهمت أنها تحتوي على نفس الهرمون، ولكن تكون الجرعة مركزة. في رأيكم أيهما أفضل لحالتي أخذا في الاعتبار مسألة مراعاة ظرف الصيام؟ وهل إن أخذت تلك الحقنة سيكون ذلك التنقيط أقل؟
أكرر رجائي بسرعة الإجابة على أسئلتي؛ لأن إجابتكم سيتوقف عليها ما إذا كنت سأكمل تناولي لهذا العلاج، أم أمتنع عنه تحريا لصحة الصيام.
جزاكم الله كل خير، وتقبل الله منا جميعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نهى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
طبعا كما حدث من قبل، فإن علاج الورم الليفي النهائي هو استئصال الورم، أو استئصال الرحم، ولكن قبل ذلك هناك خطوات يجب أن تتم على وجه السرعة، وقد لا تحتاجين إلى إجراء عملية جراحية -إن شاء الله- وهي تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين، وليس ذات الهرمون الواحد، مثل ياسمين، أو كليمن، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشهر الفضيل، وتناول حبوب مضادة للالتهاب، مثل بروفين (600) مج ثلاث مرات يوميا حتى توقف النزيف، ثم مرتين يوميا بعد ذلك.
والعمل على تركيب لولب هرموني في ليل رمضان؛ لأن تركيبه في النهار يفسد الصوم، وهذا اللولب الهرموني يحتوي على هرمون بروجيستيرون للعمل على الإقلال من نشاط الورم الليفي، وكثير من الأورام الليفية تستجيب للعلاج الهرموني، ويتوقف النزيف، ويضمر حجم الورم إن شاء الله، وبعد انتهاء الشهر الفضيل وتركيب اللولب الهرموني أعتقد -إن شاء الله- أن النزيف سوف يتوقف، وقد يتم الاستغناء عن حبوب منع الحمل بعد ذلك.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ منصورة فواز سالم طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة د/ عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
+++++++++++++++++++
العلاج الذي أوصت به الدكتورة المستشارة منصورة جيد، وحقن (Cidolute Depot) هي أيضا هرمون بروجيستيرون، والهرمون الموجود في اللولب الهرموني يقوم بنفس الغرض مع وجودها في بطانة الرحم، وهذه ميزة لها.
وعليك -بالإضافة إلى العلاج السابق- تناول مقويات للدم مثل (materna) وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، وحبوب كالسيوم (500) مج وتناول كبسولات دافلون (daflon 500 mg) تؤخذ كبسولتين 3 مرات يوميا لمدة 4 أيام، وكبسولتين مرتين يوميا لمدة 3 أيام، ثم كبسولتين مرة واحدة يوميا لمدة شهرين، والتغذية الجيدة، وعليك تناول الدواء على وجه السرعة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء.
وفقك الله لما فيه الخير.
++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي المستشار الأسري والتربوي.
++++++++++++++++++
أنت لم تذكري لنا عدد الأيام التي يحصل فيها تنقيط الدم أو نزول قطرات من الدم، ولكن يبدو أن ما يحصل معك هو أن مجموع الأيام التي يحصل فيها نزول هذه القطرات مع أيام الحيض التي سميتها أنت بأيام العادة، الذي فهمناه من كلامك أن هذا يستمر زمنا طويلا بحيث يزيد على خمسة عشر يوما، فإذا كان الأمر هكذا فإنه لا يمكن جعل كل هذه الأيام حيضا؛ لأن أكثر الحيض خمسة عشر يوما، وما دام قد زاد مجموع الأيام على خمسة عشر يوما فقد تبين أنك مستحاضة، والمستحاضة ترجع إلى عادتها، فتعتبر الدم الذي في أيام عادتها هو الحيض، وما زاد على ذلك فليس بحيض، بل هو دم استحاضة لا يمنعها من الصوم ولا من الصلاة، وتتوضأ لكل صلاة بعد الاستنجاء وشد خرقة على فرجها؛ ليمنع خروج قطرات الدم وانتشارها.
بهذا تعلمين من الناحية الشرعية -إن شاء الله- حكم صيامك مع نزول هذه القطرات، فإن كان ما أجبنا به هو الموافق للحالة التي تسألين عنها فالحمد لله، وإلا فإننا ننتظر سؤالا واضحا تبينين فيه بالضبط عدد الأيام التي تنزل فيها هذه القطرات، ثم عدد الأيام التي ينزل فيها الدم مستمرا.
نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير.