السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذه الخدمة المفيدة.
أعاني من مشاكل نفسية منذ أن كان عمري 14 سنة، لا أعرف ما هي مشكلتي بالضبط، لكني انعزالي بشكل كبير، أفضل الوحدة على الرفقة دائما، لا أرتاح كثيرا مع الناس، أخشى المواجهات الاجتماعية وأتجنبها.
مضت علي الآن عشر سنوات وأنا على حالتي، لا أستطيع زيارة طبيب نفسي بسبب الظروف المادية، ولكني سئمت جدا من هذه الحالة.
أتعاطى أحيانا عقار Zoloft عندما أشعر بالاكتئاب الشديد، لكنه يفقد مفعوله في اليوم الثاني، ويصبح بلا فائدة سوى ألم في الرأس ودوار بسيط.
أرجو أن تكتبوا لي علاجا مشابها، ولكن أفضل من هذا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يظهر لي أن لديك مزاجا اكتئابيا، وبالفعل قد يكون بدأ لديك منذ سنوات مبكرة، لكن – يا أخي – المبدأ السلوكي الصحيح مطمئن جدا، وهو: أن المهم هو الحاضر، ليس الماضي وليس المستقبل، لا حسرة على الماضي ولا خوف من المستقبل، الآن أنت يجب أن تخرج عن نطاق العزلة، يجب أن تتواصل مع الناس، تحرص على صلاة الجماعة، تزور الأصدقاء والأهل، وتقوم بواجباتك الاجتماعية على أفضل حال، ترفه عن نفسك (أخي) تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، وأن تكون لك خطط مستقبلية لتطوير ذاتك.
هذه هي الحياة – أيها الفاضل الكريم – ومن خلال مثل هذا النوع من التفكير – وهو ما نسميه بالتفكير المعرفي الإيجابي– تستطيع أن تعزز السلوك الإيجابي لديك مما يقلل كثيرا من فرص الضجر والشعور بالكدر، وهي من سمات الاكتئاب ولا شك في ذلك.
الأعراض العضوية كألم الرأس والدوار البسيط: هذا سببه القلق المصاحب للحالة الاكتئابية البسيطة التي تمر بها.
أيها الفاضل الكريم: طريقة استعمالك للزولفت هي طريقة خاطئة مع احترامي الشديد لك، الزولفت دواء يعتمد على البناء التكويني له حتى يستفيد الإنسان منه، أي أن الجرعات يجب أن تكون متواصلة ليؤثر هذا الدواء على ما يعرف بالموصلات العصبية، والتي يعمل من خلالها على تحسين المزاج.
وأنا أؤيد تناول الزولفت، فهو دواء ممتاز، ابدأ الآن في تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) تناولها ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، هذه أقل مدة علاجية، بعدها اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ختاما أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.