السؤال
السلام عليكم.
عمري 20 سنة، لي أخت بالـ18 من عمرها، وهي تمر بظروف نفسية، وهو مرض الذهان الذي تعاني منه منذ سنة ونصف، تعالج بعلاج (ابيكسيدون + كوجنتول )، وأمها أيضا تعالج منذ زمن بـ( كوجنتول وكولوبوكسول 200) وتم تزويد العلاج بـ ( اريبريكس 30 + كوجنتول + اندرال ) والدي يمر أيضا ( بغسيل كلوي ).
عائله تمر بظروف كهذه، وأنا معرض للتعب، أرجو المساعدة ( تعبت كثيرا في محاولة لإيجاد طريقة لتشجيعها على المذاكرة والمحاولة مرة ثانية لإنشاء صداقة جديدة مع زملائها، فهي لا تعرف أحدا، تجلس في منزل مع أمها لا تفعل شيئا، أتحدث معها عن محاوله إنشاء صفحة جديدة، تكره الكلام تقول: اتركني حين أستيقظ من هذا الابتلاء سأعيد المحاولة، ما هو الابتلاء الذي تتحدث عنه؟ وكيفية حله؟
أختي تركت دراستها، ولا تريد مقابلة أشخاص (أناس بعينهم)، لا تريد فعل شيئا مثل المذاكرة، أو قراءة أو ممارسة الرياضة أو أي شيء، ماذا أفعل؟ (هل ما حدث لأختي وراثي أم عدوى؟ تعبت كثيرا في إيجاد حل، هناك مصاريف كثيرة والدكاترة في مصر يطلبون كثيرا من المال، ومنهم من لا يفقه شيئا.
أنا أمر بحيرة، وتأثرت كثيرا بما يحدث مما يجعلني أنسى كثيرا، عندما يتحدث معي أحد، ويقول لي ذكرني بعد دقائق من المحادثة، لا أستطيع التذكر، أنسى بطريقة رهيبة، عدم القدرة على التركيز، أشعر بقلق وتوتر؛ مما يجعلني في مخاوف دائما.
ما الحل؟ هل هذا اكتئاب؟ في دراستي لا أستطيع المذاكرة، لا أستطيع استكمال ربع ساعة من بدء المذاكرة؟ والدي فاقد الأمل لا يستطيع المساعدة، أقاربي لا يريدون المساعدة، البيت مليء بالحزن، لا أستطيع المكوث فيه، تعبت ضغوط نفسية، أحاول مقابلة أصدقائي والجلوس معهم لفترة طويلة، قلق عند النوم وخوف، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: لا أريدك أن تيأس، ولا تسأم، ولا تقنط من رحمة الله تعالى، وهذه الابتلاءات التي تمر بها أسرتك هي نوع من الامتحان ومن الاختبار، وأنا أعتقد أن الله تعالى قد اختصك لمساعدة أسرتك، فيا أيها الفاضل الكريم: هذا الدور المتعاظم يجب أن تقوم به، ولك من الله تعالى أجر وثواب عظيم.
مقابلة الشدائد – أيها الفاضل الكريم – تقوي معدن الإنسان، وتطور من مهاراته، وتبعث الرحمة في قلبه، فلا تيأس أبدا، ولا تتضجر، ولا تكل ولا تمل، كن مواليا لأسرتك، كن عطوفا بأسرتك، والدك، والدتك، أختك، أخيك، كلهم – أيها الفاضل الكريم – وأنا أثق تماما أنك تدرك هذا الدور، وتدرك هذه المعاني السامية العظيمة، ونحن الآن على أبواب الرحمات وشهر الخيرات، فادع الله تعالى لأسرتك بالعافية والشفاء، ولا تتضجر أبدا -إن شاء الله تعالى- لك خيري الدنيا والآخرة.
بالنسبة لك: قطعا لنفسك عليك حق، أريدك أن تنام مبكرا، أريدك أن تمارس الرياضة، أن تنظم وقتك، أن ترفه عن نفسك بما هو متاح، هذا كله ممكن، الإنسان إذا أحسن إدارة وقته سوف يحسن إدارة حياته، وأنت لست محتاجا لأي نوع من العلاج الدوائي.
كما ذكرت لك: ممارسة الرياضة والنوم المبكر وتلاوة القرآن، تحسن كثيرا من الاستيعاب، مما يقوي دافعيتك ومقدرتك على المذاكرة والاستذكار.
فيا أيها الفاضل الكريم: هذا هو النهج الذي يجب أن تسير عليه.
بالنسبة لأختك – شفاها الله وعافاها -: أنا أعتقد المواصلة مع الطبيب في المستشفى الحكومي سيكون كافيا جدا، هذه الحالات حالات مزمنة، وعلاجها - إن شاء الله تعالى - متوفر حتى في مستشفيات الدولة، وإن شاء الله تعالى سوف تجدون الطبيب الذي في قلبه الرحمة ولديه المهنية التي من خلالها يساعد أختك هذه.
بالنسبة لوالدتك: -إن شاء الله تعالى- موضوعها بسيط، ووالدك قطعا غسيل الكلى، يجب أن نعترف أنه متعب ومنهك، لكن الله تعالى من رحمته يجعل الذين يغسلون الكلى في ثبات وفي صبر، بل يتعارفون على بعضهم البعض، ويحدث هنالك نوع من الانسجام التام، شاهدت ذلك بأم عيني في وحدات غسيل الكلى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.