السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور/ محمد عبد العليم: جزاك الله خيرا.
كما قلت أني جاءتني وساوس جنسية، وأيضا وساوس في تقليل الذات. الوساوس الجنسية جاءتني عندما تابعت مقطعا خليعا بسبب الشيطان -أعوذ بالله منه-، فتركتها، بعد مقاومة وضيق بسببها؛ لأني من النوعية التي تندم ندما شديدا على ارتكاب الخطأ، وكثير اللوم أيضا.
وأنا -والله- لست من المدمنين عليها، يعني تقريبا هذه أول سنة أشاهدها بسبب جر الشيطان، وما تابعتها إلا تقريبا 4 أيام فقط متقطعة (يومان ثم انقطعت شهورا، وعدت إليها ليومين وتركتها).
فأنا من الأشخاص عندما أفعل الخطأ -أيا كان- سواء من المتابعة أو غيره، ألوم نفسي كثيرا، فيأتيني قلق، ثم مزاجي لا يكون جيدا، ويأتيني ضعف في التركيز، ووساوس متعبة، ولكني والله أنبذها. وهذه الوساوس تسبب لي مثل الاكتئاب، وعدم الاستمتاع بالحديث مع الزملاء، وغيرها من الأشياء التي أستمتع بها.
أنا مستمرة على دواء السيبراليكس 20 لمدة تتراوح سنتين، وأريد دواء فعالا جدا، وأيضا الدواء الأفضل في علاج القلق والاكتئاب والوساوس؛ لأنها قهرتني. وهل سيكون أفضل من السيبراليكس أو لا؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdulaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ويا أخي الكريم: لا تلم نفسك، وأنا لم أقصد أن نسبب لك حرجا أبدا، أنت الحمد لله تعالى إنسان حساس، وقطعا نفسك لطيفة جدا، وحول ما يقترفه الإنسان من ذنوب يجب أن يلتزم الإنسان بشروط التوبة المعروفة، وهي الندم على الفعل، والإقلاع عنه، والعزم على ألا يعود الإنسان إليه أبدا.
هذه – أيها الفاضل الكريم – تخرج الإنسان من دائرة النفس اللوامة إلى دائرة النفس المطمئنة، وهي الدائرة الجميلة والطيبة {يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي} فهي النفس الطيبة والهانئة، أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من أصحاب النفوس المطمئنة.
أيها الفاضل الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي للاكتئاب والقلق والوسواس: يعتبر السبرالكس دواء رائعا وممتاز جدا وفاعلا جدا، وأنا أنصحك ألا ترفع الجرعة، لكن إذا أردت أن تنتقل إلى دواء آخر فلا بأس في ذلك، لكن أفضل أن يكون ذلك باستشارة مباشرة من طبيب يشرف على علاجك، وأنا أريدك أن تفعل المسارات العلاجية الأخرى.
كما ذكرنا في عدة استشارات؛ فإن المسارات العلاجية هي أربعة: العلاج الدوائي، العلاج السلوكي، العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، هذه تكمل بعضها البعض، وتؤازر بعضها البعض، والاعتماد على الدواء لوحده لا يفيد.
فيا أيها الفاضل الكريم: طور نفسك سلوكيا من خلال التفكير الإيجابي، المثابرة، والإصرار على فعل الإيجابيات. وكن اجتماعيا، وأكثر من التواصل، اجعل لنفسك برامج يومية تطبقها بحذافيرها، وممارسة الرياضة أيضا مهمة، وقطعا الالتزام الإسلامي مهم جدا، فهو من خير المعينات للإنسان في حياته.
خذ بهذه الأسس أو المسارات الأربعة للعلاج، وإن شاء الله تعالى يأتيك منها خير كثير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.