السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة مراهقة عمري 15 سنة، منذ سنة تقريبا بدأت أشعر بالاكتئاب والضيق المرافق لسن المراهقة والنضوج، ولكن قبل شهرين تقريبا كنت في حالة جيدة وفجأة شعرت بضيق في النفس، وخفقان في القلب، ورجفة في قدمي، وكأن أحدا يمسكهما، ظننت أنه الموت، لا محالة سوف تنتهي حياتي في هذه اللحظة، ولكن بعد عدة دقائق مرت الحالة، بحثت في مواقع الإنترنت إلى أن توصلت إلى أن ما حصل معي هو نوبات هلع، ارتحت قليلا ولكن من يومها بدأ معي وسواس الموت، وبدأت تظهر علي أعراض الاكتئاب، وأحيانا أشعر بمشاعر غريبة لا توصف مهما حاولت.
عدت للبحث في النت وتوصلت إلى اضطراب القلق، وأن الضغوطات النفسية والتوتر تسبب هذه الأشياء، ارتحت عندما فهمت هذا ولكن لم أقتنع بشكل كامل، والآن أنا أعاني من وسواس الموت وأذهب للبحث على الإنترنت (بماذا يشعر الإنسان قبل أن يموت؟) وإلى الآن وأنا أعاني مع أني أصلي قيام الليل، ومحافظة على الصلوات، ولكني خائفة من الموت كثيرا، فحقا لم أعد أفهم ماذا يحدث لي، هل هو اضطراب قلق أم اكتئاب أم نوبات هلع أم وسواس موت أم شيء آخر لم أضعه في الحسبان؟ لم أعد أستطيع أن أفرح، ففي كل وقت خائفة ومرعوبة من الموت، ودائما أتحسس قلبي هل يدق أم توقف؟ فهل من حل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
كما تفضلت وذكرت فإن فترة المراهقة وبدايات النضوج تحدث فيها تغيرات نفسية كثيرة جدا، تغيرات فسيولوجية، تغيرات هرمونية، مشاكل حول الهوية والانتماء، هذه كلها قد تؤدي إلى الوساوس، وقد تؤدي إلى شعور بعدم الطمأنينة، وتقلب في المزاج، وشيء من الكدر، والمخاوف والقلق هي من الأعراض الشائعة جدا في هذه المرحلة.
هذه المرحلة يتم تجاوزها بأمان وسلام لدى معظم المراهقين واليافعين، لكن في بعض الأحيان قد تتضخم الصورة ويكون هنالك عرض معين هو المهيمن والمسيطر، في حالتك وساوس حول الموت أعتقد أنها مهيمنة ومسيطرة، وأنت قمت بتعزيز هذه المخاوف من خلال كثرة اطلاعك في الإنترنت، وسوء تأويل ما يذكر حول الموت.
أيتها الفاضلة الكريمة، أنا أؤكد لك أن هذه الحالة حالة عابرة، توكلي على الله، أنت بخير، أنت في بدايات الحياة، وأمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل طيب ومشرق، اصرفي انتباهك تماما من هذه الأعراض من خلال: تنظيم وقتك، الاجتهاد في دراستك، نحن الآن على أعتاب شهر رمضان الفضيل، موسم الخيرات والعبادة والسكون، فاستفيدي من هذا الوقت، وافتحي صفحة جديدة مع نفسك، مارسي التمارين الرياضية، عليك ببر والديك، وأن تكون لك أنشطة وفعاليات إيجابية داخل الأسرة، التواصل مع صديقاتك ومع معلماتك، هذا فيه خير كثير لك، ويا حبذا أيضا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، وأنت - الحمد لله تعالى – من الذين يقومون الليل، فطوبى لك.
ومارسي التمارين الاسترخائية، ارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) سوف تجدين فيها الكثير من الإرشادات والتوجيهات حول كيفية ممارسة هذه التمارين.
وحقيقة الموت هي حقيقة أزلية، الخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه لحظة، سلي الله تعالى أن يحفظك، وأن يطيل عمرك في عمل الخيرات.
أنت لست في حاجة لأي علاج دوائي، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.