السؤال
أخي يعاني من مرض أم ماذا؟ إنه لا يكترث للدراسة قط! هو في السنة الثالثة بالجامعة منذ ثلاث سنوات أي يرسب في كل سنة! لا يهتم بالدراسة قط.
وأيضا لا يهتم بمظهره الخارجي، ولا تستطيع أن تحاوره! ولا يطيق البقاء في البيت ألبتة! فهو دائما يبقى وينام عند خالته!
لم تنفعه النصائح، كأنك تتحدث مع حجر! أتعب أمه وإخوانه، وهو بهذا الوضع! شخصيته انطوائي بعض الشيء، غير منطلق حتى مع غيره، لا يستطيع أن يخلص نفسه! لا يحسن التصرف ألبتة!
وعندما يأتي إلى البيت تجده يقرأ القرآن فقط، لا يتحاور مع أمه وإخوته! عند خالته ومع أبناء خالته تجده بعض الشيء يتحدث معهم، ويبتسم ويضحك!عمره 28 سنة.
وكأنه يكره إخوته فعلا بتصرفاته معنا، وطريقة معاملته لنا، وكأنه يكرهنا! لا يطيق كلاما معنا، ولا نصائح! نتركه ونقول: سوف يتغير، دون جدوى! على هذه الحال أكثر من خمس سنوات!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بالنسبة لمشكلة أخيك، ربما تعرض لصدمة في موقف من المواقف في البيت جعلته يكره البيت بمن فيه، وهو يريد أن ينتقم من البيت بأن لا يكلم أحدا، ولا يعطي اعتبارا لأحد، ولا يشارككم في أي شيء، وأيضا قد يتعدى هذا الانتقام إلى النفس، فلا يهتم بهندامه ولابدراسته ولا أعماله، ويغلب عليه السلوك الانطوائي، وقد يتفادى الاحتكاك بالمجتمع والتأثر بسلوك الأفراد نحوه، وأحيانا قد يتخذ السلوك الانطوائي وسيلة للهروب من مواجهة الآخرين.
ويمكن أن أوضح لك أخي سالم بعض سلوكيات الشخص المنطوي:
1- يميل إلى الهروب من الآخرين.
2- متمركز حول ذاته.
3- تنقصه المرونة وسرعة التوافق الاجتماعي.
4- يعوض عدم توافقه مع الآخرين باللجوء إلى أحلام اليقظة والخيال، وأحيانا إلى العادة السرية.
5- لا يتكيف مع جو الدراسة، ولا يكون صداقات مع زملائه.
فهذه السلوكيات وغيرها قد تتوفر في الشخص المنطوي، وسببها كما قلنا تكوين الأسرة ونمط التربية فيها مما جعل هذا الأمر يحدث مع أخيك، ولعلاج هذه الظاهرة يجب ما يلي:
1- معرفة الحالة التاريخية لأخيك، هل تعرض لمرض من قبل أثر عليه؟
2- إزالة الأسباب والعوامل المؤثرة التي قادته إلى الانطواء.
3- محاولة معرفة المشاكل النفسية والاجتماعية المسببة للانطواء.
4- مراقبته داخل الجامعة، والسؤال عن دراسته بطريقة غير مباشرة، وملاحظة سلوكياته داخل الجامعة حتى يتم التوصل إلى المشكلة.
5- عدم توجيه الأنظار إليه أثناء دخوله البيت؛ لأن ذلك يحسسه بالذنب، فيزيد انتقاما، وإنما يجب أن يعامل مثل إخوته الآخرين وبدون مضايقات.
6- قد يكون لا يرغب في مواصلة الدراسة ويكره الجامعة، فيجب أن يحاور ويفتح له المجال للتعبير عما يجول في خاطره.
7- إذا أردت أن تكلمه حاول أن تصاحبه وتخرج معه في نزهة أو حديقة، وهناك انصحه وبين له ماذا تريد أو ماذا يريد هو، وحاول أن تفتح له قلبك ما دام الأمر يهمك.
اطمئن فأخوك يحتاج إلى من يمد له يد الصحبة والصداقة الحقيقية، ويفتح أذنيه وقلبه له، وسيتغير إلى الأحسن بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.