السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 17 سنة، أحسست بوجود كتلة بحجم حبة الحمص في رقبتي قبل شهرين، تتحرك في جميع الاتجاهات ولا تؤلمني، كما أن أختي الصغيرة وعمرها 12 سنة لديها نفس الكتلة أيضا منذ سنوات، فهل هذا يؤشر لوجود مرض خبيث؟
أصبح مرض السرطان بالنسبة لي يشكل هاجسا يعني الموت، فابن عمي الصغير أصيب بسرطان الدم، ثم شفي منه -بفضل الله-، ومعلمتي ماتت بعد إصابتها بمرض السرطان، وكثيرا ما أحلم بأنني مصابة بهذا المرض، وكلما قرأت عنه أشعر بأعراضه، كما أعاني منذ شهر تقريبا من ألم في فروة رأسي عند الضغط عليها، من الصدغ الأيمن يمتد إلى جبهتي، وألم في أعلى وأسفل الرقبة، وألم شبه يومي في الأكتاف، ولا أشكو من وجود قشرة في الرأس أو صدفية.
شهيتي للأكل كما هي، وأشعر بزيادة وزني، وأقوم بأداء التمارين الرياضية، لكنني لا أنام سوى 5 ساعات في اليوم، وأسهر لليوم الثاني، أشعر بالهم، وكأنني أخوض في طريق لا مخرج منه، رغم أنني أجريت الفحوصات الطبية الشاملة قبل شهرين وكانت سليمة.
أريد أن أشعر بالسعادة والاستقرار في حياتي، فأرجو إفادتي جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رودي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحبوب الموجودة تحت الإبط، وفي الرقبة، وفي ملتقى الفخذ بالبطن: هي غدد لمفاوية، وبالتعاون مع الأوعية الليمفاوية تنقل إفرازات الخلايا إلى الدورة الدموية حتى تصل إلى القلب (مثل أنابيب الصرف الصحي)، ولذلك فإن هذه الغدد مرتبطة بالأنسجة والأعضاء المحيطة بها.
ولذلك عندما يحدث التهاب في اللوزتين أو الحلق، يحدث التهاب أيضا في تلك الغدد، ويكبر حجمها، وعندما تشفى اللوزتين، وتشفى الغدد لا تعود تلك الغدد لحجمها القديم، بل تظل بحجمها الجديد، ولا يوجد في ذلك أدنى خطورة، حتى لا يظن أو يشك أحدنا بأن الحبوب الموجودة تحت الإبط، أو في العنق أنها سرطان، فهذا غير صحيح، فيجب أن يصاب الصدر مثلا بسرطان، وتتغير أنسجته وشكله، حتى تنتقل الخلايا السرطانية من الصدر إلى الإبط، والأنسجة المحيطة به.
والرهاب، أو ما يعرف باسم: phobia، هي أمراض نفسية، حيث يسيطر على المريض فكرة معينة، أو مخاوف معينة من الأمراض، أو من الأماكن المغلقة، أو ركوب الطائرات، أو السيارات، نتيجة وجود مريض في الأسرة مثل مريض السرطان، والذي شفي -بحول الله وقوته-، أو حادث سيارة، أو حتى الاستماع إلى الحوادث التي تحدث للآخرين، وعلاج تلك المخاوف بداية: من خلال العلاج المعرفي، ومعرفة أن الكتل في الرقبة أو الإبط ليست سرطانا، ولكنها غدد ليمفاوية لا تضر، بل وجودها ضروري لتنقية الخلايا من الارتشاحات، وتجميعها حتى تصل إلى الدورة الدموية.
والجزء الآخر من العلاج في حال عدم نجاح العلاج المعرفي هو العلاج الدوائي: ويتم وصف مضادات الاكتئاب، وتعطي نتيجة طيبة، ويمكنك المتابعة مع طبيب أمراض نفسية، لعمل تحليل نفسي، وتناول العلاج المطلوب، مع ضرورة فحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4، لأن النشاط الزائد في تلك الغدد يؤدي إلى الرجفة أيضا، وتحليل صورة دم، وعلاج فقر الدم في حال وجوده من خلال تناول الغذاء الصحي، والفيتامينات المناسبة، ويمكنك تناول حبوب ferose F مرتين يوميا لتقوية الدم، مع تناول كبسولة فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة 4 شهور، مع التغذية الجيدة.
وفقك لما فيه الخير.