السؤال
أنا شاب وبعمر 19سنة، أعاني من ضعف الدخول في الناس والاختلاط بهم، وإذا كنت بين مجموعة من الأصدقاء والأقارب أراهم يضحكون ويتكلمون، وأنا صامت بينهم فأخشى الكلام خوفا من ردهم، وإذا كلمني واحد منهم؛ أشعر بالتشتت وضعف التركيز، وقليل من الخوف.
أنا -يا دكتور- ﻻ أستطيع أن أتصرف على طبيعتي إذا خرجت خارج بيتي، إذا خرجت أنا وصديقي إلى سوق أو إلى أي مكان آخر؛ أفكر في نفسي: ماذا يجب علي أن أقول له؟ أشعر بأني ممل فأصاب بالإحباط، وتركيزي يقل، وأشعر أني غبي! وأفقد الثقة بنفسي، فيصبح هو يسيرني ويقودني، ويفكر عني.
مشكلتي أني أضخم من حولي، وأكبرهم، فتصبح شخصيتي ضعيفة بينهم، إذا رأيت شخصا يضحك أتصنع الضحك، وإذا تكلم جاملته، ومع ذلك أسلوبي هذا ﻻ يجذب الناس لي.
أنا ﻻ أتكلم أبدا، وﻻ أفتح مواضيع، وﻻ أتكلم عن مواقف حصلت لي، خوفا من رد الناس، وإن تكلمت؛ أتشتت، ويضعف تركيزي، فيصبح أسلوبي مملا جدا، وﻻ أحد يسمعني، تعبت –والله- من هذه الحالة، تعبت من التصنع، أريد أن أكون طبيعيا.
أنا –يا دكتور- إذا واجهت نفسي؛ لكي أكون طبيعيا بين الناس، ﻻ أصبح طبيعيا، لأن في داخلي خوفا، فيصبح شكلي غير طبيعي، أنا من أسرة قاسية، ومجتمع قاس، وعندما أقول هنا: أسرة قاسية؛ ﻻ أقصد أبي وأمي وإخوتي، وإنما أقصد أعمامي وعماتي، وأبناءهم، وجدي وجدتي، فدائما يحاول الشخص فيهم أن يحرج الشخص الآخر، ودائما يسخر بعضهم من بعض، فهم ﻻ يحترمون إﻻ الشخص -كما يقال بالعامية- (الذي يعطي بالرأس).
أنا ﻻ أستطيع التحدث أو الكلام بينهم؛ خوفا من سخريتهم، وأيضا مجلس جدي هكذا أعمامي يسخر بعضهم من بعض، ويحاول الشخص أن يحرج الآخر، حتى جدي يحب أن يسخر من أبنائه أو أحفاده.
أنا في المجلس أبقى صامتا بينهم؛ كي أسلم من سخريتهم، تخيل –يا دكتور- أنت في مجلس، وشخص يسخر منك، والبقية يضحكون وينظرون إليك، وإذا خجلت منهم أو حزنت من تصرفهم؛ يصفونك أنك حساس، وﻻ تعرف التعامل بين الناس.
أنا -يا دكتور- إذا انتقدني شخص؛ أشعر بالضعف والإهانة، وإذا انتقدت شخصا يصرخ في وجهي ويحرجني، فأظهر أنا المخطئ، أنا لي قريب في عمري، ﻻ يتعدى على أبناء عمي الآخرين؛ لأنهم يخرسونه ويسكتونه، فيصبح تعامله مختلفا معهم، هو بالعكس غير محترم معي، ويسخر مني، ويصرخ في وجهي، كم أكرهه، وأتمنى أن أخرسه، لكن ﻻ أستطيع، أقاربي لهم دور كبير في التأثير في، أصبحت ﻻ أتكلم مع الناس، وأصبحت ﻻ أحب إﻻ بيتي، ولم يعد لي أصدقاء.
آسف على الإطالة، وأتمنى أن يكون العلاج من غير أدوية، وشكرا لكم، والله يزيد من فضلكم.