تفكيري بالموت يحول بيني وبين التمتع بالحياة والعمل!

0 250

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة وهي أنني أحقر كل شيء يحصل لي فيه خير، ربحا ومالا وعملا لمصلحتي، حيث أعلم أني سأموت، فلماذا أكسب كل هذا؟ ودائما تفكيري هكذا، بحيث إنني أستغرب من جميع الناس عندما أراهم يفرحون بشراء أرض، أو ببناء منزل، أو بالحصول على وظيفة.. إلخ، الأمثلة كثيرة، وفي الأخير سوف يتركون الحياة، ولا يضمنون دقيقة من حياتهم.

أيضا حتى في النمط المعيشي اليومي، وأنا أرى تجارا أو كبار شخصيات كأهل المناصب الكبيرة والوزراء...إلخ، يعملون بكل حماس وشوق، وهم في سن الثمانينات أو التسعينات، فكيف يراعون للدنيا بغض النظر عن المناصب والأموال؟

ولا يراعون لانتظار الموت، وهم في هذا السن، أنا أعلم أن الأعمار بيد الله عز وجل، لكن هكذا تفكيري، حتى بأنني لو حصلت على كل شيء في هذه الحياة سوف أرفضه بسبب التفكير بالموت وعدم حب الحياة بسبب ذلك.

علما أني -ولله الحمد- أفعل كل ما أمر به ربي، وأتجنب ما نهى عنه، وهذا هو سر خلقنا في هذه الحياة، لكني أريد أن أحس بطعم التلذذ للحياة، والعمل بكل جهد للحصول على الشيء دون التفكير في الموت.

أريد طرد تلك الأفكار والوساوس التي جعلتني أكره كل شيء، هل يستلزم الأمر دواء أم لا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: الإحساس الذي ينتابك ربما يكون أحد الأعراض الاكتئابية، فيشعر الشخص بعدم الاستمتاع بالحياة وبملذاتها، وبما هو مباح من أمور الدنيا، وتكون نظرته سوداوية لكل ما يفرح ويسر النفس.

لذلك -ابننا العزيز- الحذر الشديد والتشاؤم المستمر قد تكونان من العوامل التي تؤدي إلى نقصان السعادة، فكن متفائلا، وعمل ما يرضي الله تعالى، وتوكل عليه، فإنه يحب المتوكلين، واعلم أن الآجال محددة وحتمية، فكم من مريض عاش طولا من الدهر، وكم من صحيح أكفانه تنسج وهو لا يدري.

والمؤمن لا بد أن يتذكر الموت، ويعلم أن هذه الحياة فانية لكي يكثر من الصالحات، ويتجنب المنكرات، والإنسان خلق ليعبد الله في هذه الدنيا وليعمر هذه الأرض، فإذا توقعنا وتصورنا المرض والموت بالصورة المرضية كما تتصوره أنت لتوقفت كل النشاطات التي نمارسها في الحياة فلا تعليم ولا عمل، ولا زواج، ولا إنجاب فقط، نكون في انتظار الموت.

وهذا قد يؤدي إلى تعطيل عجلة الحياة فلا تقدم علمي، ولا تكنولوجي، فيظل وجود الشخص في الحياة سلبيا إذا استسلم واستكان لمثل هذه الأفكار.

والمؤمن ينبغي عليه أن يسخر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في خدمة الدين، فتصبح العادة عبادة، وبالتالي يكون قد حقق ما خلق من أجله.

والحي أفضل من الميت؛ لأنه عمله وعطائه ودوره ومساهمته في الحياة لم تنقطع، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله، فلا تضيع فرصة الحياة، بل اجتهد واعمل فالدنيا مطية الآخرة.

فبادر -ابننا العزيز- بإسعاد الآخرين، وحاول رسم البسمة في وجوه الآخرين، وكن شمعة تضيء طريق الآخرين، واخدمهم بإخلاص تشعر -إن شاء الله- بالسعادة وبالسرور.

متعك الله بالصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات