طفلتي متعلقة بي كثيرًا وتبكي عندما لا أكون معها، ما الحل؟

0 300

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لدي طفلة عمرها سنة تقريبا، متعلقة بي كثيرا، ونادرا ما توافق على أن يحملها أحد غيري، وهذا يشمل زوجي، وتبكي بشدة عندما لا أكون معها، وهو يقول: إن السبب في ذلك هو أنني دائما أحملها عندما تبكي، وأنا أخبره أن السبب في أنه يمنعنا من مخالطة الناس مطلقا باستثناء مدربة تقوم بإعطاء إرشادات تربوية لي، تزورني مرة كل أسبوعين، وليس لي أهل وأصدقاء بقربي، ويشمل ذلك الذهاب إلى السوق؛ لأنه يمكنني الشراء عبر الإنترنت.

أحيانا يأخذنا إلى الحديقة يوم الإثنين في الصباح؛ حيث لا يوجد أحد هناك، كما أنه يعمل في وظيفتين، ونراه فقط ساعتين أو ثلاثا في اليوم (خلال أيام الدوام) والتواصل الوحيد من محادثات وغيره مع البشر فقط من خلال الهاتف عندما أتحدث مع أهلي وأصدقائي، ولا أظن أن ابنتي تحب هذا؛ لأنها تأخذ الهاتف مني وترميه بعيدا عني.

أرجو من حضرتكم إفادتنا بحل مباح للمشكلة، علما بأني أعيش في أمريكا، وأنا منقبة، ويوجد حولي جيران مسلمون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريال حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولطفلتك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: أولا: نسأل الله تعالى أن يعينك على تحمل ضغوط الغربة، ويحفظكم من كل شر.

ثانيا: نقول لك: إن حالة الطفل وترتيبه يؤثران كثيرا على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، فلا بد من وضع ذلك في الاعتبار؛ لأن الجو المحيط بالطفل، وأسلوب المعاملة التي يتلقاها ممن حوله، يلعبان دورا كبيرا في تكوين شخصيته.

والطفل في مثل هذه الفئة العمرية يكون أكثر التصاقا بوالدته خاصة إذا كانت هي الوحيدة التي يراها معظم الوقت، فالانفصال عن الأم بصورة تدريجية قد يتيح لها فرصة تعلم أكبر إذا وصلت إلى عمر الروضة, فربما تتعلم فيها ما لم يكن متوفرا في البيت، فتكون أكثر اعتمادا على نفسها، وأكثر استقلالية عن الآخرين، وقد تكتسب بعض مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي بصورة أفضل من البيت، وقد تتعرف على مثيرات بيئية تزيد من تفتق قدراتها العقلية والاجتماعية، أما الآن ربما يكون الوضع طبيعيا.

وإذا تم إشباع حاجات الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره؛ ينمو سويا -إن شاء الله- معافى من التعقيدات النفسية، ففي هذه المرحلة محتاجة لمزيد من العطف والحنان، وإشعارها بالأمن والأمان في بيئة خالية من التوترات والتهديدات، وفي هذه المرحلة ينبغي أن لا يحرم الطفل من الوالدين، فحاولي إشغالها بما تحب بما هو متاح من الألعاب.

وإذا تأكدت بأنها غير محتاجة لشيء من مأكل أو ملبس أو نظافة؛ اتركيها لبعض الوقت، بحيث تراك من بعيد أو تسمع صوتك إلى أن تتعود على اللعب لوحدها في وجود رقابة مباشرة وغير مباشرة منك.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات