حامل وأخشى الإجهاض، فهل يمكنني صوم رمضان من الناحية الطبية؟

0 283

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بلغنا الله وإياكم الشهر الفضيل.

أنا امرأة حامل في الشهر الثالث، الأسبوع العاشر، وكنت أعاني من النزف المتقطع في الشهر الماضي، توقف النزيف بعد استخدام حبوب التثبيت (دافستون)، و طمأنني الطبيب بأن وضعي مستقر، ولكني خائفة من تأثير الصيام علي صحتي وعلى الحمل، خاصة وإنني امرأه عاملة، يبدأ عملي من الثامنة صباحا، وينتهي في الثانية ظهرا، وأعود للمنزل في جو حار، وأستخدم المواصلات العامة، علما بأن وزني نقص كثيرا منذ بداية الحمل، فأنا لا أستطيع تناول كميات كافية من الطعام بسبب الغثيان وسوء الهضم، ولا أستطيع أن أقنع نفسي بتناول الإفطار في رمضان، ولدي رغبة شديدة في صيام الشهر الفضيل، ولكنني أخاف من الإجهاض أو التأثير على نمو الجنين، ما هو الرأي الطبي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك دعاءك الجميل, ولك مثله -إن شاء الله-.

وأحب أن أو أضح لك ولبناتي وأخواتي السائلات معلومة, هي أن الحمل ليس مرضا, بل هو حالة فيزيولوجية, خلق جسم الأنثى مستعدا لتحملها, حتى في الظروف الصعبة، كالحروب والمجاعات وغيرها.

لذلك وبكل وضوح أقول: إذا كان الحمل عندك الآن يسير بشكل طبيعي, ولا يوجد نزول دم لمدة أسبوع على الأقل, ولم يكن لديك حالة مرضية كالسكر, أو الضغط، أو غير ذلك فلا ضرر من الصوم إطلاقا, لا عليك, ولا على الجنين -بإذن الله تعالى-, فعندما تكونين أنت صائمة, فإن جنينيك لن يكون صائما مثلك, بل سيأخذ كل ما يحتاجه من غذاء وماء وفيتامينات ومعادن من جسمك, والصوم نفسه, لا يضرك ولا يضر الحمل, حتى لو كنت تعملين خارج المنزل، لأن الكبد هو عضو ذكي جدا في المحافظة على سلامة الجسم خلال الصيام, فهو يعمل كمنظم لمستوى السكر, وسيحول مخزونه من مادة تسمى (الغليكوجين), وهي مادة تتشكل من الطعام الذي نتناوله, إلى مادة السكر, التي ستغذي جسمك وتغذي الجنين.

إذا, ومن الناحية الطبية أقول : يمكنك الصوم ولا ضرر من الصوم على جنينك, وأنصحك بالحرص على أن تكون وجبتا الإفطار والسحور وجبات مغذية, بحيث تكثر فيها البروتينات والخضروات والفاكهة والسوائل المفيدة, كالحليب والعصير الطازج, مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء عند السحور, ويجب أن يكون مجموع ما تتناولينه من السعرات الحرارية في اليوم بحدود (2500) سعرة, كما أنصحك بالحفاظ على جو البيت لطيفا ومكيفا, وأن تكون وسيلة المواصلات التي تنقلك للعمل مريحة, وعند العودة للبيت, من الأفضل أخذ قسط من الراحة, تكونين فيها بحالة استلقاء, ويفضل أن تستلقي بوضع جانبي مع رفع الساقين إلى مستوى القلب.

نسأل الله عز وجل أن يتم لك حملك على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات