السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية: أود أن أشكركم على مجهودكم الرائع في هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من محتوى هادف.
- منذ صغري وأنا شخص هادئ خجول ولدي حياء، وغير اجتماعي بشكل كبير، عندما كبرت بدأ البعض بتوجيه النقد لي بسبب هذه الأمور، فتشكل لدي وعي بأنه يجب علي أن أتغير (رغم أنه ليس لدي دخل بها، بل هي منذ طفولتي) ولكن ليست مشكلة.
- بطبيعة حالي كطالب ثانوي؛ كان أقربهم إلي للصداقة هم الطلاب الآخرون، فبدأت بالتغير ولكن واجهتني صعوبة، وهي أن معظمهم يعانون مشكلة في الأخلاق وقلة الأدب، لكن رغم هذا تجاوزت هذه المشكلة، وبدأت بالتقرب إليهم ونصحهم، ولكن لم يستمعوا إلي فـهم بالطبع لا يريدون صديقا يعاتبهم عندما ينظرون لفتاة في الشارع ونحن نسير معا، أو صديقا ينهاهم بالكف عن السب والشتم أمام الناس في الشارع بلا حياء ولا خجل، حينها اكتشفت أن لدي موهبة في الصداقة وجذب الطرف الآخر لي بشكل كبير، لكن كان ما يعيق هذا الأمر هو حرصهم على سوء الأخلاق، ولا أبالغ إذا قلت أن المدرسة الثانوية أصبحت مرتعا للتعارف بين الشباب والفتيات منزوعات الحياء بعد اليوم الدراسي!
- لذلك ابتعدت عنهم وأصبح البعض ينتقدني ويصفني بالعزلة، ويتغافل بشكل أو بآخر عن نصحهم هم، مع أنهم هم الذين لديهم مشكلة في الأخلاق وليس أنا .. لذلك أصبحت أكره كلمة الاجتماعية لأنها تتضمن بشكل أو بآخر أشياء لا ترضي الله؛ فأنا أستحي أصلا أن أسير مع شخص يسب وينظر للنساء في الطريق! وأصبح سوء الخلق ينتشر بشكل غير مبرر بين الطلاب في الثانوية (وكأنها عولمة)، أي إذا لم تصبح سيء الخلق لن تكون قويا أمام الناس.
- وغير مشكلتي الأولى: لدي مشكلة أخرى وهي حب الترتيب والتنظيم منذ الصغر، إلى أن فقدت السيطرة عندما كبرت، وخصوصا في مرحلة البلوغ؛ فأصبح لدي هوس كبير بالترتيب، وأتضايق عندما أجد شيئا في غير مكانه، وأصاب بالجنون عندما أفقد شيئا وأبحث عنه، رغم أنه قد لا يشكل أهمية بالنسبة لي، ودخلت هذه الأفكار في كل حياتي، حتى أفكار تنظيم الملفات في الكمبيوتر.
بعدها بفترة سمعت بالوسواس القهري ولا أدري هل هو الذي أصابني أم لا، لكني إذا لم أسر وراء هذه الأفكار أصاب بالجنون، ويتوقف عقلي، رغم أني أرى أنها أفكار غير منطقية وتضايقني! وللأسف كلما كبرت تزداد بشكل كبير هذه الأفكار، وأخاف من المستقبل، وبالطبع لا يساعدني أحد على تجاوز هذه المشكلة، لأني الوحيد المنظم فإخوتي غير منظمين أبدا.
ملاحظة: لا أعاني من هوس بالنظافة ولا العبادة، أي ليست لدي أي مشكلة في غسل الأيدي أو القرف من الناس أو السلام، كل هذا لا يضايقني، (مشكلتي في الترتيب فقط).
- أنا أعي أن الترتيب أمر مهم، لكن للأسف خرجت عن السيطرة فأصبحت أرتب أشياء ليست ملكي، ولا تشكل أهمية لي إن كانت غير منظمة.
ملاحظة: قرأت في بعض المقالات أن علي أن لا أستجيب للأفكار، ولكن كيف أفرق بين الأفكار الوسواسية والأفكار الطبيعية؟ لأني أخاف أني إذا لم أرتب أي شيء أن أكون غير منظم، وتسوء حالتي ولا أجد أشيائي -مثلا-. كيف أكون طبيعيا وأرتب الأشياء المهمة، وأترك الأشياء الأخرى الوسواسية؟
- ليست لدي القدرة على الذهاب إلى طبيب أبدا للظروف، وعمري 16 فقط.
أعتذر عن الإطالة.