السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أختي عمرها 65 سنة، عزباء، مريضة بالفصام منذ عام 1975، كنا نعطيها علاج سيماب الأسبوعي، ثم هالدول اليومي، وكانت الأمور إجمالا لا بأس بها، وكانت تأخذ العلاج اليومي دون أن تدري سببه.
منذ بضعة أشهر توقفت عن تناول العلاج، فأصيبت بنكسة شديدة، أصبحت أعطيها الهالدول بنسبة ثلاث حبات عيار 10 يوميا، تحسنت بشكل خفيف، ولكن الهلوسات تعاودها، وتهذي بكلام غير منطقي، وتتصرف بغباء شديد.
هي لا تخرج من البيت، وتقوم ببعض أعباء المنزل، كمسح الأرض مرة في الأسبوع فقط، لقد ضقت ذرعا بها وبمرضها وتمريضها، على مدى كل هذه السنوات، وأصبحت أتمنى موتها للسترة، ولكي أرتاح من همها قليلا، سيدي الفاضل، هل يوجد علاج جيد تتحسن عليه أفضل من الهالدول؟ مع الشكر كله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا أيتها الفاضلة الكريمة: لا تتمني الموت لأختك، هذا خطأ جسيم جدا، وأمر حقيقة غير مقبول، اسألي الله تعالى لها العافية، وكوني على نفس نمطك في خدمتها ومساعدتها وتمريضها، وذلك احتسابا للأجر.
أيتها الفاضلة الكريمة: بالنسبة للعلاج الدوائي، نعم توجد الآن أدوية أفضل من الهالدول كثيرا، وأقل كثيرا من ناحية الآثار الجانبية.
إعطاؤها ثلاثين مليجراما من الهالدول يوميا، هذا خطأ جسيم، هذه جرعة كبيرة جدا، جرعة قد تصل لمرحلة السمية، وقد تكون سببا في هلاوسها، أنت قطعا أردت بها خيرا، لكن هذا ليس صحيحا ما قمت به أن تعطيها الهالدول بهذه الجرعات.
أيتها الفاضلة الكريمة: اذهبي بأختك للطبيب النفسي، الطب النفسي تقدم جدا، الآن توجد أدوية فاعلة وممتازة وسليمة وقليلة الآثار الجانبية، اذهبي بها إلى الطبيب، ربما يعطيها الطبيب الرزبريادون مثلا، أو الأولانزبين، أو الإبليفاي، أو غيرها، توجد لدينا - الحمد لله تعالى – كما ذكرت لك أدوية ممتازة جدا، وحتى إن رفضت تناول الدواء توجد إبر يمكن أن تعطى كل أسبوعين، أو كل ثلاثة أسابيع، أو كل أربعة أسابيع، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تساعد أختك كثيرا.
فلا تترددي في الذهاب بها إلى الطبيب، وقطعا الجوانب الأخرى أنت مدركة لها تماما، أي الجوانب التأهيلية: الجلوس معها، مساعدتها في نظافتها الشخصية، أن تعطى بعض المهام حتى وإن كانت بسيطة، الأعمال المنزلية جيدة جدا، شيء من التواصل الاجتماعي، أن تحثيها على الصلاة، وأن تعلميها شيئا من القرآن، وأمور العقيدة، هذا كله طيب، وكله يشعرها -إن شاء الله تعالى- بتحسن كبير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.