السؤال
السلام عليكم.
الصوم له فوائد عظيمة للإنسان, وهو نوع من أنواع الحمية الغذائية لعلاج السمنة، والصيام ينعكس إيجابيا على صحة وسلامة الشرايين، ويمنع ترسب تلك المواد فيها، والمهم أن نجعل نية الصوم والهدف منه قربة لله، ووقاية ووجاء من الانحراف، وتهذيبا للنفس وحملها على الشعور بالفقراء، والتصدق عليهم؛ حتى لا نحرم أجر الصائم, وحتى نتمكن من صيام شهر رمضان على أحسن وجه، ونستغله أحسن استغلال، وخاصة ونحن في فصل الصيف، وصيام أكثر من 16 ساعة، فبدون شك يؤثر على صحتنا، فالماء مهم لإرواء جميع خلايا الجسم، وتناول كميات زائدة من الدهون ليلا لها أثر على الصوم نهارا.
وكلنا لا يعرف وليس لنا ثقافة تمكننا من تنظيم وقت النوم والأكل والعبادة، فما هي التغذية الصحية المفيدة والسليمة؟ وما هي الأوقات المناسبة للنوم؟ لمواجهة ومقاومة هذه الظروف القاسية؟
وفقكم الله لما فيه الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ said حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يعتبر شهر رمضان الكريم فترة وفرصة للصائم؛ ليبدأ فيه نظاما غذائيا صحيا, بهدف تخفيف وزن الجسم، والتحكم بالشهية، والتوقف عن بعض العادات السيئة كالتدخين، وضبط حمية الداء السكري.
فلشهر رمضان فوائد جمة صحية، ونفسية، واجتماعية، وتربوية, في تملك النفس الصبر والحلم، والالتزام، وكبح جماح النفس، والتآخي والمحبة بين المسلمين، وترك بعض العادات الغذائية السيئة التي تضر بالصحة.
وإذا تمكن الصائم من الالتزام بالتوصيات في هذا الشهر الفضيل؛ فسوف يكسب فوائد هذا الشهر الكريم صحيا ونفسيا واجتماعيا.
من المفيد عند الإفطار البدء بتناول بعض حبات من التمر، وشرب الماء، وبعدها تناول قليل من الحساء، والقيام لصلاة المغرب، وهذا من شأنه أن يرفع تدريجيا من السكر في الدم خلال فترة الصلاة؛ ليتثبط تبعا لذلك مركز الجوع، وتخف الرغبة والشهية؛ ليتمكن الصائم بذلك التحكم بكمية الطعام التي يتناولها.
ونوصي الإخوة الصائمين باتباع النصائح الغذائية الضرورية خلال شهر رمضان:
- عدم الإفراط بطعام الإفطار، ونوصي بأن يقسم الوجبة قبل وبعد صلاة التراويح.
- تناول وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور كالفواكه، والعصائر.
- مضغ الطعام جيدا، وعدم الإسراع في تناول الطعام؛ لعدم حدوث النفخة والغازات.
- تأخير وجبة السحور؛ لتفادي الشعور بالجوع أو العطش في وقت مبكر من الصيام.
- الإكثار من السوائل؛ لتعويض ما تم فقدانه في فترات الصيام، وحتى لا تصاب بالإمساك.
- عدم الإكثار من تناول السكريات أو الأملاح في السحور؛ لأنها تساعد على الشعور بالعطش.
- الحرص على تناول 2–3 لتر مياه؛ لتعويض سوائل الجسم، وتجنب الإمساك.
- الاهتمام بتناول الخضروات والفواكه الطازجة؛ لأنها غنية بالمياه والفيتامينات.
- الإقلال من تناول الأطعمة الدسمة, والمقليات، والحلويات؛ لتفادي زيادة الوزن.
- عدم الإكثار من المشروبات الغازية في وجبة الإفطار؛ لأنها تسبب النفخة والغازات والحموضة عند البعض.
- ضرورة تناول السلطة لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد على الهضم.
- الاهتمام بممارسة الرياضة والمشي.
- الاهتمام بالحساء المحضر منزليا؛ لكونه قليل الدسم، كحساء الخضروات غني بالفيتامينات، والألياف الغذائية، وحساء العدس غني بالأملاح المعدنية والحديد.
لا ننصح البتة بتناول كميات زائدة من الدهون ليلا، فهي ليست فقط عاملا غذائيا مضرا على أصعدة عديدة، بل وأيضا لا يحقق تخفيفا لصعوبة الصيام الطويل في بعض الأماكن.
تظهر الدراسات حدوث اختلال نظام النوم عند كثير من الصائمين في رمضان، وزاد الأمور سوءا المبالغة في متابعة التلفاز والبرامج الكثيفة والمسلية، والتي تضيع على الصائمين اكتساب الخير في شهر رمضان.
أنصح أن يقوم الصائم بعد صلاة التراويح بقضاء أعماله، والقيام بعبادته وقراءة القرآن، حتى الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة؛ ليخلد لنومه حتى وقت السحور وصلاة الفجر.
وبعد الفجر إن أحب أن يبقى في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس، فهذا في غاية الحسن والأجر، ثم يعود لبيته ينام قليلا قبل بدء موعد الدراسة أو العمل؛ فإذا رجع من عمله، يمكن الخلود لغفوة 30 دقيقة أو ساعة واحدة على الأكثر؛ لأن هذه النومة لو طالت فهي التي ستغريه بالسهر في الليل.
ومجمل ساعات النوم المطلوبة هي سبع ساعات.