بكاء الطفل خوفاً من عدم مجيء أمه لأخذه من المدرسة

0 279

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لدي طفل عمره 8 سنوات، كان عاديا، لكنه مع بداية العام الدراسي بدأ يبكي كل صباح؛ خوفا من ألا تأتي أمه إلى المدرسة لأخذه بعد نهاية اليوم الدراسي.

علما بأنه كان يستقل الباص المدرسي طوال الأعوام الماضية، لكن لم يتم ذلك هذا العام، ومع التأكيد له بأن أمه ستذهب إليه يوميا، فمازالت حالة البكاء مستمرة في الصباح، وفي الحصة الأخيرة.

علما بأنه لا يشكو من أي مشاكل في البيت، فحياتنا طبيعية، وهو متفوق في مدرسته، فكيف أتعامل مع الحالة؟ وهل هي مستديمة، أو قد تتطور إلى أكثر من ذلك؟ وهل تؤثر في تحصيله الدراسي؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن .. حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي حسن، حفظك الله ورعاك! اعلم أن ما يعتقده بعض الناس بأن إزالة المخاوف من ذهن الطفل تكون بإبعاده عن مصادر الخوف مسألة غير واقعية، وقد تعمل على تأجيج الشعور بالخوف، وخير وسيلة هي أن نعود الطفل مواجهة مواقف الخوف؛ فيصبح من الممكن التحكم بها.

وهذه المخاوف تعتبر جزءا هاما من نمو الأطفال وحياتهم، والأمر الذي تتكلم عليه ـ أخي حسن ـ هي عبارة عن مخاوف مؤقتة تزول مع نمو طفلك، ولكن بشرط الاهتمام بها ومتابعتها وعدم إهمالها، وإلا ستصبح دائمة.

وبالنسبة لطفلك يعتبر خوفه فطريا يستمر لبعض السنوات، وذلك بسبب انفصاله عن أمه وانتقاله إلى المربية وبيئة جديدة عليه، وهذا غالبا ما يحدث مع الأطفال العاطفيين من ذوي السلوك الهادئ والإحساس المرهف، وأنا أنصحك ـ أخي ـ ببعض الإرشادات، وهي:

1- اترك طفلك يعبر عن ما يجول في نفسه! ولا تطلب منه أن يكف عن الحديث عنها.

2- حاول أن تتحلى بالصبر! فهناك بعض المخاوف عابرة لا يقتضي الأمر التوقف عندها، فهي ستزول حتما مع نمو طفلك.

3- عود طفلك الاعتماد على ذاته تدريجيا وتخليصه من حماية الأم له؛ لأن الإكثار من العطف الزائد والرعاية الزائدة يجعل ضررها أكثر من نفعها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات