أعاني من الكآبة والضيق والعصبية، هل من حل؟

0 293

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو مساعدتي، لا أعلم ما بي!

كنت منذ 4 سنوات أجهل كل ما يزعجني، فتاة مرحة، تحب الحياة، طيبة، غير واعية من ناحية الشباب، وقعت بحب شاب، ولكن بعد أشهر ظهر لي أنه رجل سيء، على علم أهلي ظهر أنه شخص سيء، وعندما تقدم؛ صدمت وغضبت كثيرا، وانكسر قلبي أنني أحببت شابا سيئا، فتغيرت بعد ذلك، وأشعر أن قلبي لم يعد كما كان، فلا أحب مخالطة الناس، وأصبحت كئيبة كثيرا، وأصبحت عصبية، أعصب على أمر صغير، ولم أكن كذلك من قبل، علما أنني تزوجت من جديد، وأحب زوجي كثيرا، ولكن عصبيتي هذه تثيرني على أي أمر منه، لم أعد صبورة، لا أريد زوجي يغضب من تصرفاتي العصبية، ولكن أصبحت لا أستطيع تمالك نفسي، أتمنى كثيرا لو أمتلك ذلك القلب الذي كنت عليه مسبقا.

عندما تزوجت زاد اكتئابي، كنت فتاة لا تبالي بالحجاب، ولكن كنت حذرة في بقية الأمور كالصلاة وغيرها، وزوجي من عائلة ملتزمة والحمد لله، وقد تحجبت، ولكن جاءني اكتئاب لا أدري لماذا؟ ولكنني راضية بالحجاب، ونادمة على ما سبق، ولكن أهلي من نوع يجلسون مختلطين مع أزواج إخوتي، وهكذا شعرت أنهم بعدوا عني، وأنا مجبرة أن لا أفعل ذلك على ما يرغبه زوجي.

أشعر بالاكتئاب، أشعر بأنني لوحدي، فأمي لم تعش معي، بل هي في بلدة أخرى منذ صغري، وأبي لم يأخذ دوره المطلوب، أشعر بالضيق والكآبة وعدم الانبساط واللذة في أي شيء، عقلي مشوش كثيرا، مع العلم أمارس الرياضة، ولكن لا أشعر أنها غيرت بنفسيتي شيئا، أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: أولا: الحمد لله على توفيقه وإكرامه لك بزوج ملتزم بدينه، فهذه نعمة تتمناها كثير من الفتيات، فاحرصي عليها، وقابليها بالشكر الدائم للمولى سبحانه وتعالى.

ثانيا: ربما يكون الضيق والكآبة التي تعانين منها ناتجة عن صراع القيم، والعادات، والتقاليد، والأفكار بينك وبين زوجك وأهله، أي أن هناك بيئة جديدة تتطلب التعايش والتوافق معها وفقا لمعاييرها ومتطلباتها.

ثالثا : نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر، والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

رابعا: إن الفترة الأولى من الزواج تعتبر مرحلة تعارف، يحتاج كل من الزوجين فيها لمعرفة طباع الآخر، وميوله، واتجاهاته، وقيمه، ومعتقداته وأفكاره، وغير ذلك من الأمور التي تساعد على الفهم الحقيقي لشخصية الآخر، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التآلف التي يتحمل فيها كل منهما الآخر، ويقبله بمحاسنه وعلاته، ثم تأتي مرحلة التعاضد والتكاتف التي يدافع كل منهما عن الآخر، ويصد عنه كل ما يعكر صفو الحياة الزوجية.

فالحياة الزوجية -أختي الكريمة- لا تحسب بحسابات الربح والخسارة، ولا بحسابات منتصر ومهزوم، ولا سيد ومسود. وإنما ينبغي أن ينظر إليها بأنها حياة تكاملية، يكمل فيها الزوجان بعضهما البعض، فإن كرهت من زوجك خلقا فارضي منه آخر، وليس هناك إنسان خاليا من العيوب.

والآن -أختي الفاضلة- نريدك أن تستفيدي من السمات والصفات الطيبة في شخصية زوجك، وتحاولي تعديل غير المرغوب من الصفات، واستخدمي معه أسلوب النقاش والحوار الهادئ الذي عن طريقه يمكن الاقتناع برأي الآخر.

خامسا: اخرجي من هذا النفق المظلم -الذي وضعت فيه نفسك واستسلمت له– فبادري بوضع خطتك، وتحديد أهدافك، ماذا تريدين؟ وما هي الإنجازات التي تتمنين تحقيقها في حياتك الزوجية؟ وما هي المكانة التي تريدينها وسط أسرتك ومجتمعك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشيري في ذلك ذوي المعرفة والعلم، وأصحاب الخبرات الذين تثقين فيهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك، واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة لمستقبل حياتك الزوجية، ولا تنظري للزواج بأنه سجن، أو كتم للحرية، بل انظري له بأنه مصدر للسعادة والرفاهية.

نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات