السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير، رمضان مبارك علينا وعليكم جميعا.
د/ محمد، والأفاضل القائمون على الموقع: جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من نفع للمسلمين.
سؤالي: في كثير من الأحيان لدي وسواس، لكني أعتقد أنه من النوع الخفيف، حيث أعتقد أني لم أغلق باب الشقة، فأتأكد أكثرمن مرة، وكذلك السيارة، وبعض الأحيان تراودني وساوس أن زوجتي تحادث أحدا، ودائما أحلل المواقف على سوء الظن مثلا إذا اتصلت على صديق، ولم يجب؛
أقول في نفسي: أكيد أنه لا يريد أن يجيبني، هو يرى التلفون، وهكذا...
الأمر الثاني: همتي ضعيفة جدا، وليس لدي إرادة مطلقة، كيف أكتسب الإرادة؟ وكيف أكون عالي الهمة؟
تنشط همتي عندما أكون في جمع من الناس، مثلا أثناء دراستي الجامعية كنت نشيطا جدا مع أصدقائي، وأيضا أشعر بأن ليس لدي ذات مستقلة، ودائما أريد أن يرسم غيري لي مسار حياتي، أو أمشي مع الأمواج إلى أي مكان، أريد دائما أن أضع لي خطة لحياتي لاستكمال دراستي، ولكن أسير عليها يوما أو يومين ثم أتركها، وهكذا...، حتى في العبادات أضع خطة لمراجعة القرآن وقراءته، ولكن ألتزم يوما أو يومين ثم أتركها، فما هذا؟ وماذا أفعل؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
وأعتذر عن الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وساوس التأكد من الوساوس الشائعة جدا، وأعتقد أن وساوسك خفيفة، ويمكنك أن تتخلص منها من خلال تحقيرها، وعدم اتباعها، ومقاومتها، وصرف الانتباه عنها.
موضوع أن همتك ضعيفة، وأن إرادتك أيضا ضعيفة: أيها الفاضل الكريم: الإنسان يقوي من همته ومن إرادته من خلال الإدراك التام بأنه هو الذي يغير نفسه ولا أحد يغيره، قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. والإنسان يجب أن يبني فكرا إيجابيا يقوم على مبدأ: أن الإنسان يجب أن يكون نافعا لنفسه ولغيره. هذه مبادئ رصينة جدا.
ومن الناحية السلوكية: هنالك مثلث يمكن أن نسميه بالمثلث السلوكي، ضلعه الأول الأفكار، وضلعه الثاني المشاعر، وضلعه الثالث الأفعال. الإنسان ضعيف الهمة دائما تجد أفكاره سلبية ومشاعره سلبية، وهذا يجعل ضلع الأفعال غير فعال –أي معطل– ولذا وجد علماء السلوك أن الإنسان يجب أن يفعل ضلع الأفعال مهما كانت المشاعر والأفكار، وهذا لا يتأتى إلا من خلال وضع برامج يومية يلتزم بها الإنسان وينفذها مهما كانت مشاعره.
وحين ينجز الإنسان إنجازات حتى وإن كانت بسيطة هذا يعود عليه بفكر إيجابي ومشاعر إيجابية.
هذه هي الطرق التي تساعد في رفع الدافعية وتحسينها، ولا بد أن تكون لديك خارطة طريق تضع فيها مشاريع مستقبلية، مشاريع آنية، ومشاريع متوسطة المدى، وأهداف بعيدة المدى. بهذه الكيفية سوف تضطر لوضع الآليات التي توصلك لهذه الغايات.
ويا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون لك صحبة طيبة وخيرة، الإنسان يحتاج لمن يؤازره، ويحتاج لمن يأخذ بيده.
عليك أيضا ببر والديك، هذا كله فيه خير كثير لك، وعليك أن تصلي مع الجماعة في المسجد، هذا يحسن الدافعية لديك حتى بالنسبة لتلاوة القرآن.
وأنت مطالب بأن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة تبني خلايا الدماغ وتنعشها مما تقوي النفس والإرادة والجسد.
وعليك بالدعاء -أيها الفاضل الكريم– أسأل الله تعالى أن يجعلك صاحب همة عالية، وأن يجعلك يدا عليا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.