أحب والديّ لكن أشعر داخليا بعدم تحمل وجودهما في بيتي، ما سبب هذا؟

0 216

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله عنا كل خير.

مشكلتي أنني عانيت من الاكتئاب لفترة مدتها أربعة أشهر، وتحسنت حالتي، لكنني لا زلت أعاني من الوسواس القهري، والخوف المرضي؛ حيث لا أستطيع زيارة بلدي؛ لخوفي من ذلك المكان، أو الموت فيه، ولأسباب مجهولة.

مشكلتي أن والدي قاما بزيارتي منذ فترة، وكنت سعيدة جدا بقدومهما، وأصبت بحالة من الهلع فجأة عند وجودهما معي، ووقتها كنت كل ما أريده أن أكون لوحدي، وكنت أقول لزوجي: لا أتحمل وجودهما في البيت معي.

أعلم أنه كلام لا يصح لي أن أقوله، أنا أحب والدي، والحمد لله هما يحبانني، ومعاملتي لهما طيبة جدا، وأعتني بهما، وأسأل عنهما، ودعواتهما لا تفارقني، والله إني مستعدة أن أفدي أمي وأبي، ولكن الله وحده يعلم بذلك الإحساس الغريب الذي أحس به؛ عندما أفكر أن أمي ستأتي لزيارتي بعد مدة في موعد ولادتي.

أحس بشيء ثقيل على قلبي، شيء لا أريده، أعشق أمي، وأحس بذنب من هذا الإحساس، أدري أنني لست إنسانة طبيعية، وأن أي مغتربة تتمنى أن تزورها أمها، ولكن أنا إحساسي غريب، لا أطيق أن يكون أحد من أسرتي قريبا مني أو معي في البيت.

علاقتي معهما بحكم الغربة كله عن طريق الإنترنت والهاتف، لكن أحس بضيق عندما أفكر أن أمي ستكون بقربي، أنا لست عاقة بوالدي، ولا أعرف ما مشكلتي، وهل هناك أحد لا يطيق أهله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ muslima حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: أولا: نسأل الله تعالى أن يحفظ والديك، ويجعلك من البارين بهما.

الإحساس الذي تحسين به ربما يكون نتج عن ارتباط مشاعر الخوف والتوتر التي حدثت في نوبة الهلع الأولى التي تعرضت لها في وجود الوالدين، وصار هناك تعميم لكل المواقف التي من شأنها أن تسبب الخوف، أو تذكر بالمشاعر الأولى، أو ربما يكون هناك إحساس بعدم تحمل المسؤولية، والشعور بالتقصير تجاه الوالدين والزوج معا، أو وجود سوء توافق اجتماعي أسري أدى إلى هذا الإحساس.

والمهم -أختي الكريمة- هو أن لا تركزي على هذا الإحساس وتعطيه حجما أكبر من حجمه، بل حاولي إضعافه ودحضه بالأفكار الإيجابية، وتذكري مكانة الوالدين وفضلهما عليك عندما كنت صغيرة، وأنك مدينة لهما بما قدماه من رعاية وتربية واهتمام، وأنك لا تستطيعين مكافأتهما على الإطلاق، وإن كانت لهما عيوب؛ فغضي الطرف عنها، والتمسي لهما العذر دائما إذا لم تعجبك تصرفاتهما، وحاولي إظهار ضعفك وحاجتك لهما، وعدم الاستغناء عنهما.

وفقك الله تعالى لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات