السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، أعاني من النسيان الكثير، وتغير في إدراك الأمور، والحساسية الشديدة لأبسط الأمور، وربما أنزعج من أقل ضوضاء، أو أي إضاءة قوية، بالإضافة إلى الإغماء المتكرر، وانخفاض الضغط، والإحساس بعدم التوازن، والصداع الشديد.
وقد أجريت فحصا منذ عدة أشهر، واكتشفت بأن الأنيميا نسبتها 9، واستمررت على العلاج، ولكن يزداد الوهن والضعف رغم ذلك، فهل لا بد من زيادة المكملات الغذائية كفيتامين سي مع أقراص الحديد؟
أمر آخر هام وهو: أني أشعر بأن هناك صوتا داخليا يتحدث، ولكن عندما أسترجع الكلام لا أتذكر أي شيء، فهل يكون عرض لمرض نفسي، أو عصبي؟
علما بأني أعاني من إجهاد وتوتر في الفترة الحالية نظرا لكثرة البحث عن العمل، ومحاولة إكمال الدراسات العليا في تخصصي، بالإضافة إلى التغيرات من حولنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
النسيان الكثير وعدم التركيز قد تكون له أسباب كثيرة، منها: القلق النفسي، فقر الدم، الإجهاد الجسدي، في بعض الأحيان الاكتئاب النفسي قد يلعب دورا، وكذلك عدم الاستقرار الاجتماعي، هذه كلها ربما تلعب دورا في النسيان المتكرر.
الذي استوقفني في رسالتك أنك بالفعل لديك مشكلة، ليست مشكلة معقدة -إن شاء الله تعالى-، وإنما هي مشكلة بسيطة لكنها متعددة الجوانب، فهناك النسيان، وهناك الإغماء المتكرر، وهنالك ضعف الدم، وهنالك عدم الراحة النفسية، وهذا الصوت الداخلي الذي تسمعينه أعتقد أنه ناتج من القلق وليس أكثر من ذلك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت تحتاجين لإجراء فحوصات طبية، فاذهبي إلى طبيبة المركز الصحي، وأنت ذكرت أن الأنيميا موجودة لديك، والاستمرار على العلاج يعتبر أمرا مهما.
وبالنسبة لحالات الإغماء المتكرر، وانخفاض الضغط، هذه تعالج، ويجب أن تعالج، وهنالك طرق ووسائل طبيعية وغذائية ترفع من ضغط الدم، كمحاولة زيادة ملح الطعام في الأكل، وتناول الأجبان، هذا كله يحسن من ضغط الدم لديك، كما أنك في حاجة لتناول الحديد، وحمض الفوليك يحسن من مستوى الدم لديك، والصداع الشديد له علاقة كبيرة جدا بانخفاض ضغط الدم، وكذلك فقر الدم.
إذن المحك الجوهري والرئيسي هو أن يتحسن ضغط الدم لديك، وكذلك تتحسن نسبة الهيموجلوبين، وأعتقد أن هذا سوف يساعدك كثيرا.
إذن اهتمي بالنظام الغذائي، وأريدك أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وأفضل نوع من الراحة هو النوم الليلي المبكر، ومارسي التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية البسيطة، فهذا أيضا كله يساعدك ويزيل عنك الإجهاد النفسي وكذلك الجسدي.
أيتها الفاضلة الكريمة: تفحصي دائما ما بداخلك، ولا تكتمي؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية تؤدي إلى توترات سلبية كثيرة.
البحث عن العمل أمر جيد، والإنسان يحاول ويحاول ويثابر، والدخول في مشروع دراسات عليا تخصصية أعتقد أن هذا تفكير إيجابي جدا، فأنت لديك برامج حياتية، ولديك خططا مستقبلية، وهذا –إن شاء الله تعالى– يؤدي إلى نجاحات كبيرة في حياتك.
الآن: نظمي وقتك، اجعلي مشاركاتك الأسرية أكثر إيجابية، حافظي على صلواتك في وقتها، واحرصي على تلاوة القرآن، ويا حبذا لو حفظت شيئا من القرآن الكريم، فهذا كله يؤدي إلى تنمية بشرية نفسية حقيقية.
ربما تحتاجين لأحد مضادات القلق البسيطة، مثل عقار (فلوناكسول)، والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، أعتقد أنه سيكون جيدا جدا، وأنت تحتاجين أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجراما، تناوليها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناولها.
إذا رأت الطبيبة أن تعطيك دواء آخر غير الفلوناكسول فهذا لا بأس به أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.