السؤال
السلام عليكم.
منذ سنوات وأنا أعاني من أعراض نفسية وبدنية كثيرة جدا، ولي استشارات عديدة في إسلام ويب، وذهبت إلى أكثر من طبيب جهاز هضمي دون جدوى، واتجهت بعدها إلى الأمراض النفسية والعصبية دون جدوى، وكتبت آخر استشارة في إسلام ويب أني أشك أن يكون هذا التعب من الزئبق المترسب من حشوات الأملغم في أسناني.
أريد الآن أن أعمل تحليل نسبة الزئبق في الجسم، ولم أجد في بلدي غير تحليل البول لنسبة الزئبق، المشكلة أني قرأت على النت أني إذا أردت أن أعمل هذا التحليل فل بد أن آخذ مستحضر الدمسا لمدة 3 أيام، لأن الدمسا ستخرج الزئبق الموجود في الأعصاب والأنسجة عن طريق البول، وإن لم آخذ الدمسا فلن يظهر في التحليل أي زئبق حتى لو أنه موجود في الجسم، وعندما ذهبت إلى معمل التحليل وتكلمت معهم في هذا الموضوع، قالوا لي: ليس شرطا، اعمل التحليل من غير أن تأخذ أي شيء.
أريد أن أعمل التحليل بدقة وتكون النتيجة سليمة ولا أعرف من الصواب؟! ولو ظهر نسبة زئبق في التحليل فماذا سيكون العلاج؟
يرجى الإفادة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: في السنوات الأخيرة ازدادت عدد المخاوف من استخدام الحشوات الرصاصية التي تدعي الأملغم. المشكلة تكمن في أن الحشوة الرصاصية تحتوي على الزئبق. ويعتقد البعض أن الزئبق مادة ضارة وسامة وأنها تسبب العديد من الأمراض مثل مرض فقدان الذاكرة والتوحد.
بخصوص هذا الموضوع: أعلنت جمعية أطباء الأسنان الأمريكية والعديد من الهيئات الصحية في العالم أن الحشوة الرصاصية عديمة المخاطر، وأن كل النظريات في هذا المجال غير مبنية على أساس علمي.
العلم لم يتوصل بعد إلى أسباب مرض فقدان الذاكرة أو التوحد وعلاقة الزئبق بهما لم تثبت علميا. فالنسبة بهذه الأمراض متساوية في الأشخاص الذين لديهم حشوات رصاصية والذين ليس لديهم.
في مارس 2002 أكدت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية سلامة استخدام الحشوات الرصاصية، وبالرغم من احتوائها على الزئبق؛ إلا أن الزئبق يتحد مع مكونات أخرى في الأملغم مثل النحاس والفضة والزنك مكونا مركبات ثابتة لا يمكن اختلاطها باللعاب أو الأكل للضرر بصحة الإنسان.
لقد استخدم أطباء الأسنان الحشوات الرصاصية لأكثر من 100 عام بدون أي آثار جانبية، إذا ليس هناك أي مخاطر لاستخدام الحشوة الرصاصية (الأملغم).
تقوم وزارة الصحة الأمريكية بإجراء العديد من الدراسات الواسعة النطاق للإجابة على مدى سلامة استخدام الحشوات الرصاصية، والجواب: أن نتائج العديد من الأبحاث تفيد أن نسبة الزئبق قليلة جدا في حشوة الأملغم، وفي بحث آخر ورد في الجمعية الأميركية لطب الأسنان، أن نسبة الزئبق المتحرر من الحشوة والذي يقدر بـ 1 - 3 ميكروغرام، أقل من الموجود بشكل يوميا في مياه الشرب أو الأطعمة بمقدار 5 - 6 ميكروغرام، وبالتالي:
لا تأثير له حتى على الأشخاص الذين يعانون من حساسية من حشوة الأملغم، لأنها نسبة قليلة جدا.
لا تقلق يا أخي، ولا تدع الوساوس تسيطر عليك، وتوكل على الله تعالى.
أتمنى لك كل خير، وتقبل مني أطيب الأماني.