السؤال
أنا مريض بمرض الاكتئاب والقلق، وأخذت أدوية نفسية كثيرة، والآن أتناول فقط سيبرالكس (10mg) ولكن لم أجد النتيجة المرجوة؛ حيث أني أعاني من الاكتئاب والأرق، وتبلد المشاعر، والخمول، والكسل الشديد، فاقترح طبيبي إضافة دواء (t3) للغدة، رغم أن الغدة الدرقية طبيعية، ولكن بعد شهر ونصف من استخدام دواء الغدة بجرعة (25mcg) لم أجد تحسنا بل ساء الأرق، وعندي زيادة في العرق.
أسئلتي:
1- هل بعد وقف دواء الغدة ترجع طبيعتي؟ وهل أوقف الدواء فجأة أو يتم بالتدرج؟
2- ما هو الدواء الذي تنصح به لعلاج تبلد المشاعر والاكتئاب والخمول والأرق؟
ما رأيك في دواء (إفكسر)؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
علاج الاكتئاب النفسي يعتمد على أربعة محاور، المحور الأول هو المحور النفسي السلوكي، وهذا يتكون من البحث في أسباب الاكتئاب -إن وجدت- على الصعيد النفسي، ومحاولة إزالتها وتقليصها، وأن يفكر الإنسان إيجابيا، وأن يقلل من الفكر السلبي.
والمحور البيولوجي هو المحور الدوائي، والمحور الثالث هو المحور الاجتماعي، وهذا يتطلب أن يكون الإنسان فعالا ومتفاعلا مهما كانت مشاعره، وأن يكثر من التواصل الاجتماعي، وأن يقوم بدوره الأسري، ودوره من ناحية إجادة عمله، وهكذا.
والمحور الرابع هو المحور الديني، أو المحور الإسلامي، ونعرف أن الدين والالتزام به داعم عظيم جدا في حياة الناس، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
إذا هذه الأربعة يجب أن تؤخذ مع بعضها البعض، ويجب ألا يكون هناك اعتماد فقط على الدواء.
أيها الفاضل الكريم: أنت في سن صغيرة نسبيا، والاكتئاب في حالتك يجب أن يعالج بحزم وحسم شديد، يجب أن تكون إيجابيا في فكرك، يجب أن تنظم وقتك، يجب أن تكون لك برامج تدير من خلالها حياتك، ولا تلتفت أبدا لمشاعرك السلبية، وكذلك أفكارك غير المشجعة.
وفي ذات الوقت ممارسة الرياضة تزيل الخمول والكسل، والطبيب حين أعطاك هرمون الغدة الدرقية كان هدفه أن يقلل من الخمول والكسل، وهناك أبحاث معظمها أبحاث سابقة، تشير إلى أن هرمون الغدة الدرقية إذا أعطي بجرعة صغيرة بالفعل قد يساعد في علاج الاكتئاب النفسي، وهي محاولة جيدة من الطبيب حتى وإن لم تنجح، أعتقد أنه قد قام بواجبه.
من ناحية العلاج الدوائي -أيها الفاضل الكريم– راجع طبيبك، أنا أرى أن عقار (ترازدون Trazodone) والذي يعرف تجاريا باسم (مولباكسين Molipaxin) بجرعة مائة مليجراما قد يكون هو الدواء المناسب بالنسبة لك، حيث إن الترازدون يحسن النوم، ويزيل الاكتئاب والتوتر، وفي حالة تناول الترازدون قد لا تحتاج للـ (سبرالكس Cipralex، خاصة أن السبرالكس في بعض الأحيان قد يسبب زيادة في العرق كما ذكرت وتفضلت.
يوجد -أيها الفاضل الكريم– دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فالدوكسان valdoxan) ويسمى علميا (اجوميلاتين agomelatine) هذا الدواء يقال أنه ربما يعطي مشاعر إيجابية بالنسبة لمرضى الاكتئاب النفسي، فيمكنك أيضا أن تناقش موضوعه مع طبيبك؛ لأن الدواء له محاذير أهمها أنه لا بد أن يتم فحص وظائف الكبد؛ لأنه في حوالي 2% من الناس هذا الدواء قد يؤدي إلى ارتفاع في أنزيمات الكبد.
سؤالك حول الـ (إفكسر Efexor) والذي يعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine): دواء رائع، دواء ممتاز، ويمكن أن يكون خيارا، لكن أنا أفضل الترازدون، أو الفالدوكسان، نسبة للخاصية الجيدة للمساعدة في اختفاء أعراضك التي تحدثت عنها، وهي تبلد المشاعر وضعف النوم.
بالنسبة لعلاج أو دواء الغدة الدرقية: الدواء بجرعة خمسة وعشرين ميكروجراما لا يؤثر على وظائف الغدة الدرقية، فلا تنزعج منه أبدا، ويمكن التوقف عنه فجأة، لكن بعد أن تستشير طبيبك.
الرياضة أيضا يجب أن تكون جزءا أساسيا في علاجك، خاصة في علاج الأرق، وكذلك الخمول والشعور بالإجهاد النفسي والجسدي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.