السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سعادة الدكتور/ مأمون مبيض، كل عام وأنت بخير بمناسبة حلول الشهر الكريم، أكتب إليك استشارتي والتي أطلب فيها من الله ثم منكم مد يد العون والمساعدة، فليس لنا من بعد الله سوى كرمكم وجودكم.
أنا فتاة عمري (17) سنة، شهور قليلة وسوف أتوجه إلى الجامعة -بإذن الله- مشكلتي تكمن في معدلي الذي حصلت عليه في الصف الأول ثانوي وكان (94)، وعندما انتقلت إلى الصف الثاني ثانوي وتخصصت في الفرع العلمي قل معدلي كثيرا، وصار (82)، فسبب لي الإحباط الشديد والاكتئاب في تلك الفترة، وكان ذلك بسبب المشاكل الأسرية بين أبي وأمي، وبسبب الصدمة العاطفية، فقد أحببت شابا، طلب خطبتي، ولكنني اكتشفت أن هذا الشاب في نفس الجامعة التي تدرس فيها أختي، وأختي كانت تتحدث عنه وتقول بأنها مغرمة به، فتركته ولم أذكر له السبب وساءت حالتي النفسية أكثر.
مرت السنوات وأنا أحاول أن أتكيف مع ظروفي العائلية، ولا أتفاجأ حينما أقرأ في الجريدة بأنني لن أتمكن من أن أحصل على القبول في التوظيف في مجال الطب البشري وطب الأسنان إلا بمعدل لا يقل عن (90)، فقد كان معدلي التراكمي بعد هذا الهبوط القوي قد وصل إلى (89.3)، تخرجت ولم يتبق سوى مادة واحدة لم أقدمها، فحسبت مجموعي التراكمي تبين لي بأنه لا يمكن أن يزيد من (98.6) أنا الآن ضائعة ومتعبة، بسبب تحطم حلمي، فأنا أميل إلى مادة الأحياء والكيمياء، وفي كل الفصول كان مجموعي في هاتين المادتين لا يقل عن (98)، أما مواد التاريخ واللغة العربية فقد كنت ضعيفة فيها، ومجموعي لا يزيد في هذه المواد عن (90).
لقد قلت ثقتي في نفسي، فأنا لا أريد الذهاب إلى بيت جدي، لأنهما حتما سوف يسألانني كم هي نسبتك؟ وأنا لا أريد أن أقول لهم لكي لا ينظروا لي بنظرة الشفقة، ونظرة الفتاة الكسولة، لأنني أعرفهم جيدا، وبنات خالاتي معدلاتهن عالية، أشعر بأنني فاشلة، ومصابة بالاكتئاب، ولكن لا يمكنني الذهاب إلى الطبيب لأخذ الأدوية، فأهلي لم يتقبلوا هذا الشيء، علما أن والدي مصاب بهذا المرض، ولو كان الانتحار حلالا لقتلت نفسي.
أنا الآن أريد أن أتقبل نفسي، ومجموعي، فأنا أحاول وبكل الطرق ولكنني لا أستطيع أن أتقبل مع الأسف، لأنني أعلم بأنه كان بإمكاني أن أحصل على الأقل على معدل لا يقل عن (93)، لو لم أتعرض لتلك المشاكل والظروف الصعبة، وحتى لو أنني تقبلت نفسي فلا أعرف لأي تخصص بديل أذهب، فأنا لا أحب القانون ولا الرياضيات، ولا أريد أن أصبح معلمة في حين درست اللغات.
أشعر إن مستقبلي غير واضح كالضباب، وأحيانا أقول بنفسي بأنه من الممكن أن يتم تعديل ميزانية الدولة فيتم تغيير هذا القرار، فهل أغامر وأدرس التخصص حتى لو لم يتم حينها القبول على توظيفي؟
فميزانية الدولة ضعيفة، وقللت رواتب الأطباء من (1000) دينار إلى (600)، فما هو رأيك دكتوري؟
فأنا لا أتخيل نفسي أدرس تخصصا لا أحبه وأتوظف وظيفة لا أحبها مدى الحياة .
قد ترى أن مشكلتي ليس لها حل، ولكن أرجوك حاول أن تجد لي حلا، لأنني في أزمة نفسية، ويجب علي دراسة للمادة التي كنت غائبة فيها بسبب مرضي، وأخيرا أنا شخصية عاطفية جدا، كيف أقلل هذه العاطفة وأتعامل معها بشكل أفضل؟
وشكرا.